هدفت هذه الدراسة إلى إظهار اسهامات المرأة وحضورها في المجتمع العماني خلال القرون الهجرية الأولى، وإبراز اسهامها في المجال الثقافي والسياسي والاقتصادي.
ولتحقيق أهداف الدراسة اتبعت الباحثة المنهج التاريخي التحليلي والمنهج الاستقرائي في تحليل واستقراء النصوص الواردة في المصادر الفقهية الإباضية التي تعتبر مصادر أساسية في هذه الدراسة، فهي مورد مهم للمادة التاريخية والحضارية، وما جاء فيها من نوازل فقهية وفتاوي تعبر عن خصوصية المجتمع العماني، والمادة التاريخية المستقاه منها تعتبر مادة نقية غير مشوبة بالأخطاء والمغالطات التاريخية، لأن الغرض منها ليس توثيق التاريخ وكتابته، ولم تكتب لصالح فئة معينة، وإنما الغرض منها الاحتفاظ بالمسائل الفقهية وأجوبتها، بالإضافة إلى العلوم المساعدة.
وقد قسمت الدراسة إلى مقدمة وتمهيد وثلاث فصول جاءت كالآتي: الفصل الأول : يعرف بمكانة المرأة في الحياة العامة في عمان، ويتطرق لدراسة المرأة في منظومة القيم والعادات، وكشف هذا الفصل عن جانب حضاري مهم، ألا وهو أزياء المرأة وحليها، وتحدث عن كيفية عناية المرأة بالجسم في تلك الفترة والمواد التي كانت تستخدمها، والفصل الثاني : يكشف عن اسهام المرأة في المجال العلمي في عمان، كما تطرق إلى اسهام المرأة السياسي، والفصل الثالث: يعرف بإسهام المرأة في الجانب الاقتصادي، وتطرق إلى المهن التي عملت فيها المرأة في عمان في تلك الفترة.
وتوصلت الباحثة، لعدد من النتائج منها : تمتعت المرأة في عمان بمكانة عالية في المجتمع العماني، وانصفها الفقهاء في القضايا الاجتماعية فيما يتعلق بالزواج من حرية اختيار الزوج وحرية التصرف في الصداق وغيره، وتنوعت الملابس التي ارتدتها المرأة العمانية والحلي، وفي المجال العلمي المرأة ليست متلقية سلبية للعلم فقط، بل ساهمت في نشر العلم، واسهمت المرأة في المجال السياسي بشكل ثانوي، وأبرزت الدراسة الحقوق التي نالتها المرة في الجانب الاقتصادي، من حرية التملك وحرية التصرف فيما تكسب من عمل يدها وأهم المهن التي عملت فيها المرأة في عمان