شهدت السلطنة في الآونة الأخيرة كغيرها من بعض دول آسيا الوسطى، لموا مضطردا في عدد السكان واكبه نموا وتطورا هائلا في التنمية الزراعية والاجتماعية والاقتصادية، وقد نجم عن ذلك ازديد في الطلب على المياه لأغراض الشرب والاستخدامات الصناعية والزراعية، مما أدى إلى استنزاف المياه من الخزانات الجوفية التي تعتبر من اهم مقومات التنمية في السلطنة.
ولضمان حماية المياه الجوفية من التلوث والاستنزاف وتغلغل مياه البحر، قامت السلطنة بانشاء مناطق حماية لحقول آبار إمدادات المياه في مختلف المناطق، وتم إصدار القرارات و اللوائح والقوانين المنظمة للتنمية والأنشطة والمشاريع المختلفة والواقعة داخل نطاقات حقول الآبار.
هدفت هذه الدراسة إلى معرفة ما إن كان قل أبار إمدادات المياه بصلالة، والذي يمد السكان بمياه الشرب والاستخدامات المختلفة قد تأثر بالملوثات من مختلف الأنشطة حوله، و معرفة ما إن كانت نوعية المياه الجوفية في هذا الحقل صالحة للشرب ولتحقيق أهداف هذه الدراسة فقد تم جمع بیانات مختلفة عن مستويات المياه لأبار المراقبة في هذا الحقل ونسب الملوحة فيها، وكذلك تم حصر جميع المنشآت الواقعة داخل النطاق الأحمر لحقل آبار إمدادات المياه بصلالة وسعادة و معرفة نوعية المياه الجوفية التي تمد السكان بالمياه للاستخدامات المختلفة.
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، هي أن مستويات المياه لابار المراقبة في النطاق الأحمر والبرتقالي الحوض إمدادات المياه بصلالة متذبذبة ، فهي من جهة تكون مرتفعة بحوالي ٫۷ام بسبب وقوع بعض الآبار اسفل جبل القارة مباشرة، في حين إن بعض المستويات تكون منخفضة بحوالي ۰٫۱۳ هم وذلك بسبب قرب هذه الآبار من المزارع الكبيرة التي تستهلك نسب ضخمة من المياه الجوفية لري مزروعاتها. كما أشارت الدراسة إن استهلاك المياه الجوفية من الآبار الإنتاجية لا تؤثر سلبا على مستويات المياه لأبار المراقبة القريبة منها ، وان نوعية المياه الجوفية فيها صالحة للشرب ، فقد لوحظ إن جميع تراكيز العناصر الكيميائية والهيدروكربونية لم تتجاوز الحدود المسموحة لمياه الشرب العمانية. فعلى سبيل المثال ، كان تركيز عنصر الكالسيوم في بعض الآبار حوالي ۱۳۲ ملغم/ لتر في حين كان تركيز كل من المغنيسيوم والكلور والكبريتات والنيترات والفلور هو ۲۷، ۲۶۸، ۹۲، ۲۸، ۰۳. ملغم/ لتر على التوالي ، كما لم تشر التحاليل البكتريولوجية عن وجود أي نوع من أنواع البكتريا في عينات مياه الشربه من تلك الآبار. من جهة أخرى ، لوحظ أن نسبة الملوحة لمعظم آبار المراقبة و الواقعة في النطاق الأحمر لحوض إمدادات المياه بصلالة قد تزايدت بعض الشيء، ففي سنة 1996م سجلت بعض الآبار مستوی الملوحة فيها بحوالي ۹۸۰ ميكروسيمنز/ سم وارتفعت مستوياتها الى حوالي ۱۱۰۰ ميكروسيمنز/سم في سنة ۲۰۰۶م، وكذا الحال في منطقة المياه الضحلة حيث ارتفعت مستويات الملوحة في بعض الآبار من 4400 ميكروسيمنز/ سم في متنة ۱۹۹۹م إلى ۵۰۰۰ ميكروسيمنز/سم في سنة ۲۰۰4م ، اما بالنسبة إلى منطقة الشريط الساحلي فقد سجلت مستويات الملوحة لابار المراقبة فيها إلى أكثر من ۵۰۰۰ ميكروسيمنز/سم في سنة ۱۹۹۹م حيث بلغت ۱۱۰۰ میکروسمنز/سم في سنة ۲۰۰4م، ولعل سبب ارتفاع مستويات الملوحة خلال فترة الدراسة يعود إلى كثرة الأنشطة الزراعية التي تقوم بها المزارع المنتشرة في النطاق الأحمر لحوض صلالة خاصة مما يؤدي إلى إنتاج مياه شديدة الملوحة إلى الحوض مباشرة أو قد يعود سبب ازدياد الملوحة إلى التنبنبات الحاصلة للخزانات الجوفية أثناء الفترة الموسمية للأمطار (موسم الخريف والفترات الأخرى وربما إلى التغلغل الملحي المباشر للآبار الواقعة على طول حدود الشريط الساحلي وعلى ضوء نتائج هذه الدراسة تم اقتراح تطبيق اللوائح والضوابط المثلى لإدارة حقل آبار إمدادات المياه بصلالة وباقي حقول الآبار في مختلف مناطق السلطنة.