منذ بداية الاهتمام النظري بالمدينة ونحن قادرون بالطبع على أن نتناقش بالتفصيل متى ومع من بدأ هذا الاهتمام بالفعل، وهناك الكثير من عدم التأكد من تعريف ماهية المدينة وما تتكون منه، ففي الواقع نحن إلى حد ما نعزو غريزيا بعض الكيانات المختلفة إلى هذا المصطلح من الناحية الشكلية (المورفولوجية) كليا على الرغم من محيطاتها الطبوغرافية وخلفياتها الثقافية المختلفة كليا في الغالب، فعلاوة على أننا نقوم بهذا، ليس فقط مع الكيانات القائمة بشكل صحيح؛ ولكن تتسع فكرتنا عن المدينة أيضا عبر الماضي؛ فالنسبة لنا مدينة أور القديمة في بلاد النهرين، ومدينة روتنبرج في العصور الوسطى في جنوب ألمانيا، ومدينة مكسيكو المعاصرة جميعها تعد مدنا على حد سواء، ومع ذلك لم نجد حتى الآن تعریفات شاملة ذات قيمة للمدينة تغطي كل جوانبها دون أن تكون عامة للغاية؛ بحيث تعرف مختلف الظروف الحياتية البشرية لا الحياة الحضرية فقط، وفي الوقت نفسه، نجد الكثير من التعريفات التي تتحدث عن النواحي الحضرية المختلفة وفقا لفرع المعرفة الذي ينتمي إليه الكاتب : مثل : علم الآثار أو الاقتصاد أو الجغرافيا أو التاريخ أو القانون أو علم الاجتماع إلخ...