أن الهدف الأساسي لهذا البحث العلمي هو وصف وتصنيف الشواطئ البحرية الى جانب تقييم أهم العوامل الفيزيائية و البشرية المؤثرة على اختيار السلاحف البحرية الخضراء الشواطئ معينة للتعشيش دون الأخرى اثناء ذروة موسم التعشيش. شملت منطقة الدراسة شريط ساحلي ممتد بمسافة مائة كيلو متر تقريبا من نيابة الأشخرة بولاية جعلان بني بو علي الى قرية شياع بولاية صور خلال اشهر اغسطس و سيتمبر و أكتوبر لعام 2005. بينت هذه الدراسة بان هذه الشواطئ تتباين كثيرا من الناحية الفيزيائية و البشرية و التي أثرت بدورها على اختلاف كثافة مستوى تعشيش السلاحف بين تلك الشواطئ. تتميز الشواطئ المثالية التعشيش بقصر طول سواحلها و ارتفاع انحادرها فضلا عن أنها محاطة بتل صخرية. كما أن هذه الدراسة لم تثبت بان حجم حبيبات التربة (grain size احد العوامل الفيزيائية، الا أن رمال شواطئ التعشيش تميزت بهبوط مستوى رصافتها (low sand compaction) إلى جانب جودة وتوسط فرز حبيبات رملها ( well and moderately sorted sand) و كل هذه الخواص ترجح بان هذه الشواطئ تتميز تربتها بنفاذية وتهوية عالية ( drainage and aeration) وهذا قد يكون أحد أهم العوامل التي تتميز بها شواطئ التعشيش دون غيرها. كما أن الدراسة
تؤكد وجود ارتباط وثيق بين العوامل البشرية و طريقة اختيار الشواطئ حيث تقوم السلاحف الخضراء بأختيار شواطئ تكون التأثيرات البشرية بها قليلة وذلك عن طريق تجنبها الشواطئ التي تكون بها اثر القيادة العشوائية للمركبات و تلك التي تتأثر بالاضاءة الصناعية ووجود القمامة على سواحلها و هذا يدل إلى أن السلاحف تتجنب الشواطئ التي تكون بها التأثيرات البشرية عالية. أكد تحليل الانحدار المتعدد بان اختيار السلاحف البحرية الشواطئ يتأثر بشكل كبير بثلاثة عوامل هي : طول الشريط الساحلي و بعد الساحل عن الطرق المعبدة واخيرا درجة رصافة الشاطئ. في الختام توصي الدراسة بضرورة التحكم بمداخل شواطئ التعشيش من اجل تقليل الأنشطة البشرية و التي بلا شك سيكون لها الأثر البالغ في المحافظة عليها