سعت الدراسة إلى الوقوف على ضوابط التعامل مع الآخرين في الإسلام باستخدام منهج تاريخي تحليلي نقدي . وقد اشتملت الدراسة على ثلاثة أبواب: جاء الباب الأول منها مكونا من ثلاثة فصول شكل الفصل الأول منها مدخلا للتعريف بمفاهيم الدراسة فتطرق التعريف الضابط والقاعدة، والعلاقة بينهما، وتعريف الذات والآخر، انتهاء بتصور يوضح العلاقة بين الذات والآخر في ضوء القرآن والسنة. بينما تتناول الفصل الثاني طبيعة العلاقة بين الذات والآخر طوال فترة العهد النبوي في مبحثين بحث الأول منهما نشأة الذات في العهد المكي وسعي الثاني لرصد حدود العلاقة بينهما في العهد المدني، وجاء الفصل الثالث ليوضح طبيعة العلاقة التي رسمتها وثيقة المدنية بين الذات الإسلامية ورعايا المجتمع المدني من غير المسلمين. وركز الباب الثاني على ضوابط التعامل مع الآخرين في ضوء المدارس الفكرية الإسلامية على اختلاف مراحلها حيث تناول الفصل الأول منه ضوابط التعامل مع الآخرين عند مفكري المدرسة التاريخية. أما الفصل الثاني فقد تناول ضوابط التعامل مع الآخرين لدى مفكري المدرسة السلفية الحديثة والإصلاحية. بينما تناول الفصل الثالث ضوابط التعامل مع الآخرين عند مفكري المدارس المعاصرة، وهي: المدرسة السلفية المعاصرة، ومدرسة التكفير والهجرة، والمدرسة الوسطية. في حين جاء الباب الثالث مشتملا على ثلاثة فصول عالج الأول منها طبيعة الصراع الذي أحدثته العولمة في الهوية الإسلامية في مجالات شتى سياسية واجتماعية وتعليمية وإعلامية. كما قدم حلولا لحماية الذات من الذوبان في هوية الأخر. أما الفصل الثالث فقد سعى إلى الوقوف على ضوابط التعامل مع الآخر الداخلي والخارجي في ضوء القانون الدولي، وجاء الفصل الثالث ليرصد الضوابط التشريعية والقانونية المتوافقة في التعامل مع الآخر الداخلي والخارجي. وقد أكدت الدراسة في خاتمتها على عدد من النتائج أهمها أن الإسلام أوجد تعايشا مع مكونات المجتمع الأخرى من غير المسلمين وفق قاعدة الحقوق والواجبات. كما وضع ضوابطا للتعامل مع الآخر الخارجي تقوم على العلم والتعاون والوفاء بالعهود. وفي حالة وجود مبرر يستدعي قيام الحرب على الآخر فنجده يأطر خوضها بضوابط من العدل والإنسانية. وأخيرا نجد أن الضوابط التي شرعها الإسلام في التعامل مع الآخرين ينادي بها المجتمع الدولي اليوم إلا أن هناك بونا شاسعا بين التطبيق الإسلامي لها وتطبيق المجتمع الدولي حيث أن الإسلام میزانا واحدا يتسم بالعدل والمصلحة العامة بينما يكيل المجتمع الدولي بأكثر من ميزان.