تهدف الدراسة الحالية إلى الكشف عن دور الجمعيات الأهلية في تحفيز الشباب للعمل التطوعي بسلطنة عمان، وذلك من خلال تحليل العائدات الاجتماعية والاقتصادية للعمل التطوعي الذي يقوم به الشباب في الجمعيات الأهلية، وكذلك الكشف عن التسهيلات التي تقدمها هذه الجمعيات لتحفيز الشباب للعمل التطوعي، والقوانين والتشريعات المنظمة للعمل التطوعي للشباب. تم استخدام المنهج النوعي من خلال تصميم بطاقة مقابلة مقننة لجمع البيانات، وتم استخدام برنامج NVivo)) في تحليل البيانات الكيفية من عينة بلغت 90 فرداً يشكلون نسبة (85 %) من المجتمع يمثلون رؤساء الجمعيات الأهلية أو من ينوب عنهم من المتطوعين. وبعد ترميز استجابات أفراد عينة الدراسة، تم التوصل إلى 566 ترميزاً. أظهرت نتائج الدراسة أن العائدات الاجتماعية للعمل التطوعي للشباب تتمثل في توفير فرص لهم لتوظيف طاقاتهم وقدراتهم لما تقدمه هذه الجمعيات من برامج وورش عمل تمكنهم من الانخراط في العمل التطوعي. وعند المقارنة بين استجابات العينة وفقا للمحافظات، سجلت محافظة مسقط أكثر تكرارا تليها محافظة جنوب الباطنة ثم جنوب الشرقية. أما بالنسبة للعائدات الاقتصادية، فقد أظهرت نتائج الدراسة أنها لا تزال منخفضة. كما أظهرت نتائج الدراسة أن هناك عائدات أخرى ترتبط بتنمية المجتمع وفئاته تتمثل بالمسنين والأطفال. وبالنسبة للتسهيلات التي تقدم لفئات الشباب من الجمعيات؛ فقد سجلت محافظة ظفار أعلى نسبة مقارنة بالمحافظات الأخرى المشمولة بالدراسة، أما بالنسبة للقوانين والتشريعات المنظمة للعمل التطوعي الخاصة بالشباب، فقد أظهرت نتائج الدراسة أن هناك حاجة إلى تشريعات تنظم العمل التطوعي وتحفظ حقوق المتطوعين لضمان استمرارية مشاركتهم في العمل التطوعي. وانتهت الدراسة بوضع العديد من المقترحات التي تزيد من مشاركة الشباب في العمل التطوعي، وكذلك تحسن من أداء الجمعيات في تحفيز هؤلاء الشباب في الانخراط في الأعمال التطوعية.