تمتلك المؤسسات العمانية كما هائلا من الانتاج الفكري التراثي والمعاصر ذو الأهمية الكبيرة لمختلف الأفراد والجهات، الأمر الذي استدعى إلى ضرورة تحويله وإتاحته بصورة رقمية وحفظه في خزانات رقمية، تضمن سهولة الاسترجاع والإتاحة لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع ، واستجابة لمتطلبات التحول الرقمي الذي تشهده سلطنة عمان ودول العالم أجمع، فقد عمل مركز ذاكرة عمان على تطوير منصة" الخزانة العمانية"، وهى منصة رقمية تعنى بحفظ ورقمنة التراث الفكري من المخطوطات العمانية والوثائق والكتب وغيرها ضمن قاعدة بيانات مركزية واحدة لفهرستها وإتاحتها.
وعليه، هدفت الدراسة إلى التعرف على دور منصة الخزانة العمانية لمركز ذاكرة عمان في إتاحة التراث الفكري العماني، وتعزيز الهوية الرقمية، والتعرف على واقع التقنيات التكنولوجية المستخدمة في منصة الخزنة العمانية لمركز ذاكرة عمان في رقمنة التراث االفكري العماني فضلا عن رصد التحديات التي تواجهها في رقمنة التراث الفكري العماني ، اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي النوعي ( دراسة حالة ) لتحقيق أهدف الدراسة، من خلال إجراء المقابلة شبه المقننه مع ممثل مركز ذاكرة عمان، إلى جانب تحليل محتوى منصة الخزنة العمانية، توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها يمتلك مركز ذاكرة عمان منصات رقمية تكشف عن مكنونات التراث الفكري العماني والذاكرة العمانية لمختلف العلوم والآداب، كما يسعى المركز إلى رقمنة وحفظ جميع المصادر التي تخص التراث الثقافي العماني، ويقوم بإتاحة البيانات الوصفية للمصادر المرقمنة من خلال منصة الخزنة العمانية (ذاكرة عمان) كما يمتلك المركز قالبا خاصا لفهرسة المخطوطات يأخذ في الاعتبار خصوصية التراث العماني، وتضم منصة الخزنة العمانية(ذاكرة عمان)أكثر من 20 ألف مادة من مواد التراث العماني يحتفظ المركز بنسخة رقمية لكل مصدر من مصادر التراث الثقافي العماني بهدف ضمان حفظه وإستدامته، كما تقوم المنصة العمانية ( ذاكرة عمان) بتمكين المؤسسات الثقافية العمانية من رقمنها موادها وإصداراتها ضمن واجهة رقمية خاصة بها، وتواجه منصة الخزنة العمانية (ذاكرة عمان) تحديات تتعلق بقلة وجود برامج دقيقة لقراءة ورقمنة المخطوطات العربية، إلى جانب قلة مصادر الدعم المالي المستدام المقدم لتغطية تكلفة التقنيات وتهيئة البنية التحتية، كما توصي الدراسة بضرورة مواكبة التقدم التكنولوجي وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتوظيفها للحفظ الرقمي وإدارة المخطوطات والوثائق، وتشجيع التعاون بين المؤسسات الثقافية والتعليمية والتقنية لتبادل الخبرات والموارد في مجال حفظ التراث الرقمي، وضرورة دعم المؤسسات والمراكز المعنية في سلطنة عمان، وتنظيم تشريعات موحدة وخطط إستراتيجية تتماشى مع الرؤية التكنولوجية المستقبلية، لتحقيق أسمى الغايات لحفظ التراث الفكري العماني.