تعتبر ملوحة المياه من أبرز المشاكل الزراعية في دول الخليج العربي، بما فيها سلطنة عمان، وقد تم إجراء تجربتين لتحديد ما إذا كانت التعديلات والتحسينات التي تجري على التوبة بإمكانها التقليل من آثار الملوحة العالية على نوعين من الزهور الموسمية الشائع زراعتها في عمان وهي: نبات العناقية (الفنكا) ونبات القطيفة (الماري جولد). وشملت التعديلات التي تم إجراءها: إضافة التربة العضوية (البيت موس) والمتوفر في الأسواق المحلية والمستوردة من هولندا، وإضافة منتج السيليكا القابل للذوبان والمستورد من أستراليا. تضمنت التجربة الأولى مقارنة تأثير التعديلات على النباتات والتي تسقى بمياه تحتوي على مستويين مختلفين من الملوحة وهي مياه الصنبور وهي منخفضة الملوحة ومياه بئر وهي عالية الملوحة وتم إحضارها من أحد المزارع الواقعة على الشريط الساحلي لمحافظة الباطنة. وتضمنت التجربة الثانية على ثلاث مستويات مختلفة من الملوحة وهي مياه الصنبور وتعتبر منخفضة الملوحة، ومياه متوسطة الملوحة ومياه عالية الملوحة وجميعها تم تحضيرها في المختبر. وقد تم إجراء التجربتين على النباتات لمدة تراوحت من 5-6 أسابيع داخل حاضنة الزراعة في التجربة الأولى، وداخل البيت الزجاجي في التجربة الثانية. وأظهرت النتائج في التجربتين بأن إضافة السيليكا المذابة قد زادت مستوى السيليكا مع إنخفاض مستوى عنصر البوتاسيوم (K) في التربة، في حين أن إضافة التربة العضوية زادت مستوى السيليكا، ولكنها لم تؤثر على مستوى المادة العضوية (OM) في التربة عندما تم قياسها في التجربة الثانية.
في التجربتين الأولى والثانية، إضافة التربة العضوية أدت إلى تقليل نسبة القلوية للتربة pH) في كلتا التجربتين وبشكل واضح. وأيضا في التجربتين الأولى والثانية، إضافة التربية العضوية والسيليكا أظهرت المقدرة على تقليل نسبة الملوحة (EC) وعنصر الصوديوم (Na في التربة وكانت بشكل أوضح في التجربة الأولى. إضافة التربة العضوية والسيليكا أدت إلى زيادة النمو الخضري وكتلة النبات الحيوية بنسب عالية في التجربة الثانية وينسب منخفضة في التجربة الأولى. وأدت إضافة السيليكا إلى ارتفاع كبير في نسبة اليخضور (الصبغة النباتية) عندما تم قياسها في التجربة الأولى.
خلاصة القول، فإن أي من المعالجتين بإضافة التربة العضوية والسيليكا التي تم اختبارها لم تنتج آثارا سلبية على النباتات، بل أظهرت المعالجتين بعض الفوائد المحتملة لا سيما تحت الظروف الملحية، بحيث أدت إضافة التربية العضوية إلى زيادة نسبة المادة العضوية (OM) وتقليل نسبة القلوية (pH) وذلك حسب معدلات الإضافة المستخدمة في هاتين التجربتين، وتحت ظروف الزراعة في الحاضنة وفي البيت الزجاجي، فأن معدل الإضافة المستخدمة في كل من المعالجتين كان بنسبة 11 . 11 % في التجربة الأولى وبنسبة 20% في التجربة الثانية من حجم التربة مع الإضافات في كل أصيص زراعي و على الأرجح فإن ظروف الزراعة الحقلية قد تتطلب معدلات أقل من تلك المستخدمة في التجربة، وستوفر الاختبارات والتجارب القادمة على الزراعة الحقلية معلومات قيمة عما إذا كانت هذه المعالجات ذا فائدة للنباتات التي تتعرض لضغوط وآفات أخرى كالحشرات والأمراض بالإضافة إلى ملوحة التوبة.