Document

خطاب الشرعیة السیاسیة في الإسلام

Publisher
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
Gregorian
2006
Language
Arabic
Member of
Arabic abstract
الشرعیة مدار القول في السلطة السیاسیة، أیاً كانت الجهة التي یكون منها النظر إلى تلك السلطة وأیاً كان الحكم الذي یصدر علیها، وجوباً أو سلباً. إنها المعیار الذي یمسك به مؤرخ الفكر السیاسي حین القول في حكم ملك أو رئیس أو في تقییم فترة تاریخیة من حیاة أمة من الأمم. والشرعیة هي الهاجس الذي یلازم الحاكم السیاسي في كل الأحوال التي یستشعر فیها من نفسه ضعفاً ومن خصومه قوة. خطاب الشرعیة مطلقاً، والشرعیة السیاسیة هي ما به یكون التبریر عند ذلك الحاكم وما به یكون دفاعه عن نفسه، وبالتالي فهو سلاح یبادر إلى إشهاره كلما أدرك الحاجة إلى إفحام الخصم وإرباكه أو رغب في إخماد حركة تمرد أو إسكات صوت احتجاج. ولیست حركات الاحتجاج والمعارضة
السیاسیة سوى قول، ضمني حیناً وعلني أحیاناً كثیرة، بأن سلطة الحاكم المعترض علیه وأفعاله خلو من الشرعیة وإعتداء علیها. والوجود السیاسي في الإسلام لم یكن شذوذاً عن هذه القاعدة، بل الحق إنه كان تأكیداً لها، لا بل إنه، في مراحل حاسمة من ذلك الوجود، كان إجلاء لها على نحو قد لا یكون متوافراً ولا میسراً في أنماط أخرى غیره من الوجود السیاسي في أجواء أخرى. ظهر خطاب الشرعیة السیاسیة في الإسلام، أول ما ظهر، عقب وفاة الرسول علیه السلام إذ ظهر الاختلاف الأول في الإسلام حول من یكون له أن یخلف النبي في إدارة شؤون المسلمین دینیاً وسیاسیاً. وكتابات المؤرخین، واختلاف آرائهم، حول ما وقع في سقیفة بني ساعدة معروف ومشهور. ثم برز خطاب الشرعیة السیاسیة إلى السطح مرة ثانیة في تاریخ الإسلام حین أخذ الاختلاف یتعاظم حول حكم الخلیفة عثمان بن عفان حتى انتهى إلى النتیجة المأساویة التي نعلم لیظهر الخلاف والاختلاف، مرة ثالثة في التاریخ الإسلامي، حول علي بن أبي طالب فكانت أزمة التحكم أولاً، ثم كان اغتیال الخلیفة الرابع
صهر النبي وابن عمه. وقد تلزم الإشارة كذلك إلى انتقال الحكم من معاویة بن أبي سفیان إلى ابنه یزید من بعده، وبالتالي إلى الاحتداد في القول في الشرعیة السیاسیة، وجوداً وعدماً، في حكم الأمویین. وقد یجب أن نذكر، بعد ذلك، الثورة العباسیة وما نشب حولها وفیها من اختلاف وجدل في الشرعیة السیاسیة، ثم ما كان، عقوداً بعد ذلك من حركات الثورة) العدیدة سواء ما شهد منها نجاحاً كان عنه تأسیس دولة أو قیام =) « الخروج » خلافة، بعیداً عن السلطة المركزیة في بغداد أو ما باء منها بالفشل، فكان حرباً داخلیة أو فتناً استعرت نارها طویلًا. وبالجملة، یمكن القول إن تاریخ الوجود السیاسي في الإسلام، منذ الخلاف الأول في سقیفة بني ساعدة إلى الأزمنة الحدیثة، مروراً بعهود عدیدة، كان تاریخ صراع على السلطة بدعوى التوافر على الشرعیة التي یفتقدها الخصم. كما یجوز القول، إجمالاً، إن تاریخ الفكر السیاسي في الإسلام لم یخلو، مع اختلاف الأشكال التعبیریة التي أفرغ فیها(من علم الكلام، والفقه، والفلسفة، والأخلاق أن یكون قولاً في الشرعیة السیاسیة. من أجل تبین خطاب الشرعیة السیاسیة في الإسلام نرى أن نتفحص التجلیات الكبرى في ذلك الخطاب في أشكاله التعبیریة الكبرى، كما نرى أن نفرد خطاب الشرعیة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر بوقفة خاصة لاتصاله بوجودنا الحالي. والتجلیات الكبرى التي نشیر إلیها ثلاث: الشرعیة وعمادها في الشرع الإسلامي، الشرعیة في الخطاب الكلامي، الشرعیة في الخطاب الفقهي - وحدیثنا یتوخى الإیجاز والتركیز من جانب أول، ویستهدف الدقة في العبارة والوضوح في القول من جانب ثانٍ.__
Category
Journal articles

Author's Work

Journal articles
0
0
العلوي, سعيد بن سعيد.
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
2006
Journal articles
0
0
العلوي, سعيد بن سعيد.
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
2005