يشهد العالم حراكا ثقافيا ومعرفيا أسهم بشكل مباشر في تغيير الحياة البشرية من خلال التطور المستمر في كافة جوانب الحياة، خاصة مع اقتراب العالم من الثورة الصناعية الرابعة التي تركز بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، والاعتماد على الآلات التقنية في إنجاز الأعمال التي تحتاج إليها البشرية.
مما يتوقع أن يحدث انتقالا نوعيا في حضارة الإنسان هذا التحول الإنساني يتطلب الاهتمام بتنشئة الأجيال التي تتعايش مع هذا التطور، بما يحقق العودة إلى المدرسة من أجل العبور إلى الثورة الصناعية القادمة، فالأمر لم يعد مرحلة تعلم فقط، وإنما صناعة مخرجات تمتلك من المهارات والقدرات العقلية التي تساعدها على الابتكار والإبداع كأحد متطلبات العصر الحديث ويعتقد الكثير من الخبراء أن العشر سنوات القادمة هي مرحلة الانتقال الحقيقي في ظل التغيرات التي يشهدها العالم في كافة المجالات خاصة التطور التكنولوجي والرقمي واتساع دائرة الفضاء الرقمي والذي أصبح يتحكم في العديد من متطلبات حياة الإنسان العادية، إذ أن هناك العديد من الاحتياجات يتم إنجازها تقنياً دون الحاجة إلى بذل الجهد والمال والوقت في الانتقال من مكان إلى آخر، وهذا التوجه شهد أيضا ظهور الروبوتات كأحد مظاهر التطور البشري، فقد بدأت تستخدم الذكاء الاصطناعي في القيام بالعديد من المهام والأعمال الي يقوم بها الإنسان.
كل ذلك يوجه المدرسة إلى ضرورة الاهتمام بتطوير كافة العناصر التعليمية بما يمكنها من إيجاد مخرجات قادرة على التكيف مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، وتمتلك من المهارات المستقبلية ما يساعدها على التعايش مع هذه التغيرات، وخاصة مع توقع وظائف غير تقليدية تختلف عن الممارسات البشرية الحالية.
وانطلاقا من رؤية مؤسسة إشراق للصحافة والنشر ورسالتها المستدامة في السعي نحو النهوض بواقع التعليم في الوطن العربي والعمل على نشر الثقافة البحثية في معالجة القضايا التربوية بما يخدم الإنسان العربي، وبطور من قدرته ومهاراته المستقبل لديه، يأتي تنفيذ هذا المؤتمر الدولي بالتعاون مع العديد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية في الوطن العربي والقطاع الخاص.