يبذل مشغلو الشبكات الخلوية وهيئة تنظيم الاتصالات جهودا حثيثة لتوسيع نطاق تغطية الشبكة الى المناطق التي تفتقر للاتصالات اللاسلكية أو تعاني من خدمات غير كافية ، وتبرز الحاجة الملحة لمعالجة الفجوات في تغطية شبكات الاتصالات اللاسلكية عبر تضاريس جغرافية متنوعة من خلال تقليص الهوة الرقمية وضمان الوصول العادل إلى وسائل الاتصالات الأساسية، حيث تقوم التقييمات التقليدية لتغطية الشبكات الخلوية عادة بالاعتماد على منهجيات، مثل النماذج الرياضية أو إستطلاعات المواقع التي تتضمن قياسات مباشرة من الموقع ، ورغم أن هذه الأساليب تثبت فعاليتها في الكثير من الحالات، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة عند التعامل مع المناطق التي يصعب الوصول إليها ، مثل التضاريس الوعرة، والمواقع النائية ذات البنية الأساسية المحدودة. وكذلك البيئات الحضرية المكتظة. وإستجابة لهذه التحديات، أجرى الدكتور ناصر الترهوني من كلية الهندسة دراسة مموله من الشركة العمانية للاتصالات ( عمانتل) لتقييم ومراقبة تغطية الشبكات الخلوية باستخدام الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي ، هدفت الدراسة، إلى استخدام خوارزميات التعلم الآلي القادرة على التنبؤ بالتغطية من البيانات المقاسة بواسطة الطائرات بدون طيار، وتمكين مشغلي الشبكات من سهولة ايصال التغطية للمناطق التي كانت غير مخدومة في السابق أو التي تواجه صعوبات. واعتمد الباحث في منهجية الدراسة على اختيار طائرة بدون طيار مناسبة لمهمة قياس الإشارة ، واختيار تطبيقات ذكية لمراقبة الشبكات على الهواتف المحمولة لتسجيل البيانات، ودمج الطائرة مع تطبيق الهاتف المحمول لجمع القياسات الميدانية، بالإضافة إلى إنتاج أدوات برمجية لتغطية الشبكات المحمولة باستخدام خوارزميات التعليم الآلي وتحليل البيانات ونشرها في مجلات عالمية محكمة.