احتفى المعنيون بالدراسات الإسلامية احتفاء كبيرة بكتاب الشيخ محمد عبد الله دراز: (دستور الأخلاق في القرآن) (1947 أو 1949). ويرجع ذلك لعدة أسباب. إذ ما اهتم النهضويون المسلمون بالمسألة الأخلاقية، وإنما بالمسائل المتعلقة بالتمدن والتقدم. وصحيح أنهم اعتبروا أن للتمدن سنة وأسبابة وشروطأ من ضمنها الانضباط الأخلاقي، والبعد عن الفسادین: الكبير (الفساد في الأرض)، والشرعي (مخالفة أحكام الشريعة)، لكنهم ذهبوا في الواقع إلى أن تلك السنن المؤدية إلى التقدم الدنيوي يمكن أن تتحقق لدى غير المسلمين، وفي ظل تعاليم غير تعاليم دينهم، إلى حد أنهم عندما عرفوا الغرب (الفرنسي على الخصوص، نسبوا إلى محمد عبده القول إنه رأى هنا مسلمين ولا إسلام، وهناك إسلامأ ولا مسلمين والأمر الثاني أنه بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت بحوث وفلسفات أخلاقية أو أنها انتشرت، وصارت مقررات في الجامعات العربية وفي مقدمتها مصر، بحيث ساد وعي أن الفلسفات الأخلاقية الغربية يواجهها لدى المسلمين أو يناظرها الذين نفسه، فإما أن نأخذ بالدين أو نأخذ بأخلاقيات الغرب، أو نمزج بينهما.