ارتبط الدين بالأخلاق ارتباط السوار بالمعصم، ولم يكن الدين في جميع مراحل الرسائل السماوية منفصلا عن الأخلاق، وكان الأنبياء أول المتخلقين بمحاسن الخصال، مثل قيمة الستر التي عرفت مع آدم عليه السلام، ما إن ظهرت له ولحواء عورتهما حتى أسرعا إلى الستر، ومثل الشكر والحلم في إبراهيم واسماعيل عليه السلام، والصبر في أيوب عليه السلام، إلى غير ذلك من أخلاق الأنبياء، وهي من تخلقهم بأخلاق الله تعالى، فهو الرحمن الشكور الصبور الحليم سبحانه. وبالرجوع إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، فإن ناعيته لم يصفوه إلا بزكي الخصال، وعظيم السجايا، ويكفي شهرته ب "الصادق الأمين"، وهما صفتان لا يتخلق بهما ولا يلازمهما إلا أولو الحجا، وأرباب التقى، وتكفي منها صفة الأمانة.