Document
نحو تصور حضاري شامل للمسألة المصطلحیة
Publisher
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
Gregorian
2004
Language
Arabic
Subject
Member of
Resource URL
Citation
البوشیخي، الشاهد(2004). نحو تصور حضاري شامل للمسألة المصطلحیة.مجلة التفاهم،(4)،10-1. استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2004/004/pdf/08.pdf
Arabic abstract
المصطلح عنوان المفهوم، والمفهوم أساس الرؤیة، والرؤیة نظارة الإبصار التي تریك الأشیاء كما هي؛ بأحجامها وأشكالها وألوانها الطبیعیة، أو تریكها على غیر ما هي:
مصغرة أو مبكرة، محدبة أو مقعرة، مشوهة النسق والخلقة، أو ملونة بألوان كالحمرة والزرقة. ولقد كان مدار وحي الرحمن جل وعلا، منذ آدم حتى محمد علیهما الصلاة والسلام، على حفظ مصطلح الذكر من أن یصیب مفهومه تغییر أو تبدیل؛ فتفسد الرؤیة ویقع الإفساد في الأرض ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾. والتطابق بین الكتاب وأم الكتاب في الملأ الأعلى تام ﴿وإنه في أم الكتاب لدینا لعلي حكیم﴾ والتطابق بین الكتاب، ودین الله، وفطرة الله، وخلق الله، في الكون تام ﴿فأقم وجهك للدین حنیفاً فطرة التي فطر الناس علیها لا تبدیل لخلق الله ذلك الدین القیم﴾ ( غیّر فقد أفسد ﴿ولا تفسدوا في الأرض بعدإصلاحها﴾
وإنما مدار عمل الشیطان وحزبه، منذ إبلیس إلى قیام الساعة، على محاولة تغییر المفهوم وتبدیل المصطلح، أي تغییر الدین، والفطرة، والخلق ﴿ولأمرنهم فلیغیرن خلقالله﴾ وفي الحدیث القدسي: "خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم
الشیاطین فاجتالتهم عن دینهم" (أخرجه مسلم في كتاب الجنة، باب الصفات التي یعرف بها في الدنیا أهل الجنة وأهل النار وما الجهود التي بذلها المستكبرون في الأرض، المعبدون الناس للطاغوت، قدیماً وحدیثاً، إلا صور من تلك المحاولات لتغییر المفهوم وتبدیل المصطلح، وهذا فرعون ومؤمن آل فرعون في القدیم، یتنازعان مفهوم مصطلح "سبیل الرشاد" ﴿قال فرعون ما أریكم إلا ما أرى وما أهدیكم إلا سبیل الرشاد﴾ ، ﴿وقال الذي آمن یا قوم اتبعوني أهدكم سبیل الرشاد﴾ وكذلك الأمر في أغلب المصطلحات التي تقوم علیها الحیاة، كالخیر والشر، والعدل والظلم، والحق والباطل، والسلام والإجرام،.. غیّرت
مفاهیمها ولیت أعناقها كما لوى فرعون عنق مفهوم الفساد، وهو یقول عن موسى علیه الصلاة والسلام ﴿إني أخاف أن یبدل دینكم وأن یظهر في الأرض الفساد﴾ وكأني بجمیع الذین أنعم الله علیهم من النبیین والصدیقین والشهداء والصالحین في المنطق الإبلیسي مفسدون.الاهتمام بالمسألة المصطلحیة الیوم حیثما كان، في أمتنا، قد ولي وجهه كلیة، أو كاد، شطر المصطلح الوافد، لا تشذ – أو لا تكاد تشذ – عن ذلك مؤسسة أو فرد، من مجامع إلى جامعات، ومن معاهد إلى لجان ومنظمات، كلها تتسابق، بتنسیق أو بدون تنسیق، متنافسة في تلقي المصطلح الوافد. ومن رجالها من یستقبله استقبال الفاتح المنقذ، بقلبه
وقالبه، معنى ومبنى. ومن رجالها من یُلبسه الزّي العربي كیفما كان؛ لاعتبارات شتى، دون أي مس لمفهومه. ومن رجالها – وهم القلة النادرة – من یقفونه في حدود الأمة الحضاریة للسؤال، والتثبت من الهویة، وحسن النیة، ودرجة النفع، وقد یتعقبونه في مختلف المجالات والتخصصات التي قد یكون عشش فیها، أو باض وفرخ بغیر حق" أمام الاهتمام بمصطلح الذات الذي هو خزان الممتلكات، والذي یجب أن یكون على رأس الأولویات، فلا یكاد للأسف یحظى بأدنى التفات، وذلك وحده دلیل على أن الأمة لما تقدر أمر المصطلح قدره، ولما تفقه طبیعة الإشكال المصطلحي ولما تتصور المسألة المصطلحیة التصور المطلوب.
مصغرة أو مبكرة، محدبة أو مقعرة، مشوهة النسق والخلقة، أو ملونة بألوان كالحمرة والزرقة. ولقد كان مدار وحي الرحمن جل وعلا، منذ آدم حتى محمد علیهما الصلاة والسلام، على حفظ مصطلح الذكر من أن یصیب مفهومه تغییر أو تبدیل؛ فتفسد الرؤیة ویقع الإفساد في الأرض ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾. والتطابق بین الكتاب وأم الكتاب في الملأ الأعلى تام ﴿وإنه في أم الكتاب لدینا لعلي حكیم﴾ والتطابق بین الكتاب، ودین الله، وفطرة الله، وخلق الله، في الكون تام ﴿فأقم وجهك للدین حنیفاً فطرة التي فطر الناس علیها لا تبدیل لخلق الله ذلك الدین القیم﴾ ( غیّر فقد أفسد ﴿ولا تفسدوا في الأرض بعدإصلاحها﴾
وإنما مدار عمل الشیطان وحزبه، منذ إبلیس إلى قیام الساعة، على محاولة تغییر المفهوم وتبدیل المصطلح، أي تغییر الدین، والفطرة، والخلق ﴿ولأمرنهم فلیغیرن خلقالله﴾ وفي الحدیث القدسي: "خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم
الشیاطین فاجتالتهم عن دینهم" (أخرجه مسلم في كتاب الجنة، باب الصفات التي یعرف بها في الدنیا أهل الجنة وأهل النار وما الجهود التي بذلها المستكبرون في الأرض، المعبدون الناس للطاغوت، قدیماً وحدیثاً، إلا صور من تلك المحاولات لتغییر المفهوم وتبدیل المصطلح، وهذا فرعون ومؤمن آل فرعون في القدیم، یتنازعان مفهوم مصطلح "سبیل الرشاد" ﴿قال فرعون ما أریكم إلا ما أرى وما أهدیكم إلا سبیل الرشاد﴾ ، ﴿وقال الذي آمن یا قوم اتبعوني أهدكم سبیل الرشاد﴾ وكذلك الأمر في أغلب المصطلحات التي تقوم علیها الحیاة، كالخیر والشر، والعدل والظلم، والحق والباطل، والسلام والإجرام،.. غیّرت
مفاهیمها ولیت أعناقها كما لوى فرعون عنق مفهوم الفساد، وهو یقول عن موسى علیه الصلاة والسلام ﴿إني أخاف أن یبدل دینكم وأن یظهر في الأرض الفساد﴾ وكأني بجمیع الذین أنعم الله علیهم من النبیین والصدیقین والشهداء والصالحین في المنطق الإبلیسي مفسدون.الاهتمام بالمسألة المصطلحیة الیوم حیثما كان، في أمتنا، قد ولي وجهه كلیة، أو كاد، شطر المصطلح الوافد، لا تشذ – أو لا تكاد تشذ – عن ذلك مؤسسة أو فرد، من مجامع إلى جامعات، ومن معاهد إلى لجان ومنظمات، كلها تتسابق، بتنسیق أو بدون تنسیق، متنافسة في تلقي المصطلح الوافد. ومن رجالها من یستقبله استقبال الفاتح المنقذ، بقلبه
وقالبه، معنى ومبنى. ومن رجالها من یُلبسه الزّي العربي كیفما كان؛ لاعتبارات شتى، دون أي مس لمفهومه. ومن رجالها – وهم القلة النادرة – من یقفونه في حدود الأمة الحضاریة للسؤال، والتثبت من الهویة، وحسن النیة، ودرجة النفع، وقد یتعقبونه في مختلف المجالات والتخصصات التي قد یكون عشش فیها، أو باض وفرخ بغیر حق" أمام الاهتمام بمصطلح الذات الذي هو خزان الممتلكات، والذي یجب أن یكون على رأس الأولویات، فلا یكاد للأسف یحظى بأدنى التفات، وذلك وحده دلیل على أن الأمة لما تقدر أمر المصطلح قدره، ولما تفقه طبیعة الإشكال المصطلحي ولما تتصور المسألة المصطلحیة التصور المطلوب.
Category
Journal articles