كانت وراء اختیاري لهذا الموضوع بواعث ذاتیة وأخرى موضوعیة؛ تمثلت الأولى في قناعتي الشخصیة بغنى تراثنا الإسلامي غنى لا یضاهیه إلاّ جهل به أو تجاهله في الصروح العالیة للبحث العلمي، الأمر الذي جرّ إلى نتائج أحسبها وخیمة، كان من أهمها قصور الدراسات النفسیة والاجتماعیة عن تلمّس الحقائق الكونیة في هذه المیادین من جهة، واقتصارها، نتیجة لذلك، على ماله سمة الذیوع والانتشار من الأفكار ولو جانبت الصواب من جهة أخرى. أما فیما یخصّ الدوافع الموضوعیة لهذه الدراسة فشدیدة الصلة بمضمونها، الذي كشف لي بأن الإمام أبا حامد الغزالي( 1) هو صاحب النظریة المسمّاة بنظریة الإشراط، المنسوبة خطأ إلى "بافلوف"( 2) بل إن الدكتور محمد سعید رمضان البوطي ذكر، في عنوان المقالة التي أشار فیها إلى هذا الخطأ، أن النظریة سرقت من الغزالي، فعنوان المقال بقول: "ما هي حقیقة الخیر والشر؟ أو النظریة التي سرقت من الغزالي"(