عرفت البلاد الإسلامية منذ فترة العصور الحديثة. زيارة العديد من الرحالة من مختلف الدول الأوروبية؛ قصد تحقيق أهداف محددة ومختلفة في آن واحد، ما بين التبشير والتجسس والبحث الدقيق في أحوال المجتمعات الإسلامية التي ظلت عبر عصور طويلة مشعل الحضارة وقبلة كل راغب في التزود بالعلم والمعرفة. وكانت الجزيرة العربية - وبالأخص منطقة الحجاز - من الأقطار الإسلامية التي استقطبت أنظار هؤلاء الرحالة من أجل سبر أغوارها وتجميع معلومات تهم بالأساس الميادين الدينية والاجتماعية والاقتصادية. وإلى حدود القرن الثامن عشر لم تكن أوروبا قد وجهت اهتمامها إلى الجزيرة العربية، ولم تتوافر لديها معلومات حول منطقة الحجاز إلا من خلال كتب الجغرافيين المسلمين كالإدريسي وأبي الفدا، وكذلك الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة، أو من خلال كتب بعض الرحالة الأوربيين الذين نذكر منهم النمساوي فيلد (Wild) الذي نشر سنة 1604 م کتابا حول مكة والمدينة لم يكن ذا أهمية تذكر، كما نجد الكتاب الذي ألفه جوزيف بيتس (Joseph Pitts). غير أنه من بين هذه التأليف يظل كتاب فارطیما (Varthema) الأكثر أهمية من ناحية شموليته؛ فقد تجاوز منطقة الحجاز ليكشف للجغرافيين والمهتمين معطيات جديدة تهم ميدان الجغرافية الطبيعية لبعض مناطق الجزيرة العربية. وعلاوة على هذه الرحلات، نجد بعض الرحالة الأوربيين قاموا بزيارة الجزيرة العربية وتركوا كتبة حول المناطق التي زاروها.