Document
شهادات : آخر مرة رأيته فيه.
Other titles
آخر مرة رأيته فيه
Publisher
مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان.
Gregorian
2020-10
Language
Arabic
Member of
Arabic abstract
أعرف صلاح ستيتيّة منذ زمن بعيد. كان أستاذي في كلّيّة الآداب في بيروت العام 1957، ثمّ أصبح صديقي على طريق الكتابة والشعر. عرّفني وأنا طالبة بعدد من الشعراء ومنهم بودلير ورامبو وأبولينير. ثمّ عدنا والتقينا في باريس حيث جمعتنا أمسيات ولقاءات شعرية كثيرة، وخصوصاً في مهرجان الشعر السنوي في مدينة سيت في الجنوب الفرنسي.
أفتقد إليه الآن بعد أن كنت أسمع صوته كلّ صباح حين يتصل بي ليسمعني نصاً شعرياً أو نثرياً جديداً. آخر مرّة رأيته فيها كانت مع أدونيس. ذهبنا لزيارته في دار رعاية المسنّين في إحدى الضواحي الباريسيّة. أتذكّر هذا اللقاء ويتحطّم قلبي. تناولنا الغداء معاً ولم يتلفّظ بكلمة واحدة. أكل أمامنا كأنه يأكل وحده ولا يعنيه شيء آخر سوى الطعام. عندما ودّعناه وذهبنا لنستقلّ السيّارة، وجدناه يسبقنا إليها ويجلس على مقعدها الخلفي مثل طفل صغير يريد الهرب من المدرسة ليعود إلى المنزل. كان لا بدّ من إخراجه من السيّارة وكان الأمر محزناً للغاية.
أفتقد إليه الآن بعد أن كنت أسمع صوته كلّ صباح حين يتصل بي ليسمعني نصاً شعرياً أو نثرياً جديداً. آخر مرّة رأيته فيها كانت مع أدونيس. ذهبنا لزيارته في دار رعاية المسنّين في إحدى الضواحي الباريسيّة. أتذكّر هذا اللقاء ويتحطّم قلبي. تناولنا الغداء معاً ولم يتلفّظ بكلمة واحدة. أكل أمامنا كأنه يأكل وحده ولا يعنيه شيء آخر سوى الطعام. عندما ودّعناه وذهبنا لنستقلّ السيّارة، وجدناه يسبقنا إليها ويجلس على مقعدها الخلفي مثل طفل صغير يريد الهرب من المدرسة ليعود إلى المنزل. كان لا بدّ من إخراجه من السيّارة وكان الأمر محزناً للغاية.
Category
Journal articles