تُعتَبر صنعاء عاصمة الجمهوریة الیمنیة أحد النماذج والشواهد الشاخصة للحواضر الإسلامیة الوسیطة. وقد احتفظت حتى وقتٍ قریب بطابعها المعماري الإسلامي، وبتنظیماتها التقلیدیة العریقة. ومدینة صنعاء ذات تأسیسٍ سابقٍ على الإسلام، یصل إلى القرن الثالث المیلادي، كما تشیر لذلك النقوش السبئیة. لكنْ ربما تكونُ أقدم من ذلك أیضاً، وبأسماء مختلفة عن اسمها المعروف. وغالباً ما یُشار إلى صنعاء باعتبارها حاضرة (هَجَر). لكنْ في أحد النقوش السبئیة یشارُ إلیها كما یُشار إلى مأرب باعتبارهما محْرماً. والطابع القُدْسي لصنعاء یبدو
مؤكَّداً من خلال عدة كتاباتٍ صخریة باقیة. وینبغي أن نذكر هنا في اللغة السبئیة أنّ المفرد: صنعاء، یعني المدینة المحصّنة جیداً، أو التي بناها البشر أو التي حصّنها الناس! والمعنى الأخیر الذي ذكرناه لاسم المدینة ربما یشیر إلى هشاشة وضْعها إذ إنها مبنیةٌ في سهلٍ منبسط، ولیس على قمة جبلٍ أو مكانٍ حصین. أما السور الطویلُ الذي بقیت أكثر أجزائه فهو یعود لعهد صلاح الدین الأیوبي، وهو أعرقُ الشواهد الباقیة للمدینة القدیمة، ویُحیطُ بالجزء الشرقي من البلدة، وما مسّته الحضارة كثیرا بشُواظها بعد.