هدفت الدراسة إلى التعرف على دور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في توثيق التأريخ الشفهي الرقمي في سلطنة عمان، وصعوبات توثيق ذلك التأريخ الشفهي الرقمي في السلطنة. اعتمدت الدراسة على المنهج النوعي، وتم استخدام المقابلات شبه المقننة كأداة لجمع البيانات من عينة الدراسة، إذ تم إختيار عينة قصدية من دائرة التأريخ الشفهي بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وتم إجراء أربعة مقابلات مع مدراء رؤساء أقسام وموظفين من أقسام دائرة التأريخ الشفهي في البيئة.
أظهرت نتائج الدراسة إهتمام هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتأريخ الشفهي من خلال إنشاء دائرة التأريخ الشفهي في عام 2012م، وتستخدم الهيئة تقنيات صوتية ومرئية حديثة متخصصة لتوثيق الرواية الشفهية من خلال إنشاء إستديو مختص بالتسجيلات الصوتية والمرئية، وتتبع الهيئة أسس واضحة في التحقق من صدق وصحة الروايات وذلك من خلال إجراء المقابلات مع أكثر من شخص في المجال والمقارنة والقياس بين الروايات والأحداث الموثقة في المصادر المكتوبة الأخرى، كما تقوم الهيئة بتوفير ضمانات قانونية تحمى الرواة وتمدهم بكافة الصلاحيات بالحديث عن الموضوع دون تعرضهم لأي مسائلة قانونية، وتواجه دائرة التأريخ الشفهي بعض التحديات الإدارية والمالية تتمثل في توفير التجهيزات الأساسية للجوانب الإدارية والفنية، وتكلفة الأجهزة التكنولوجية المستخدمة وحاجتها إلى الصيانة الدائمة. بالإضافة إلى تحدي جدية الرواة وتقديرهم لأهمية المعلومات والخبرات التي يمتلكونها، والتحديات الجغرافية التي تصعب من عملية الوصول إلى الرواة نظرا للتنوع الجغرافي الكبير الذي تتميز به السلطنة.