قبل التطرق إلى الموضوع أعرض في عجالة سریعة، تطور اهتمام الدراسات الألمانیة، في القرنین, التاسع عشر والعشرین، بالقرآن الكریم. وهو اهتمام كان من علماء غیر بكتابه عن "تاریخ القرآن", , (Theodor Noldeke) مسلمین، تقدمهم تیودور نولدیكه وقد صدرت الطبعة الأخیرة من هذا الكتاب عام ، (Geschichte des Korans)1961 م, في ثلاثة مجلدات. ثم تلاه كتاب إیجناز جولدزیهر: "مذاهب التفسیر القرآني",وأذكر أیضا كتاب . (Die Richtungen der islamischen Koransauslegung) Student zur Struktur der) ," أنجیلیكا نویفیرت "دراسات عن بنیة السور المكیة
ثم دراسات تیلمان ناجل عن الآیات المدنیة في السور ، (mekkanischen Suren المكیة، إلى جانب كتابه العام عن "القرآن". والیوم نجد بین المتخصصین في الدراسات عن القرآن الكریم، هارتموت بوبزین في كتابه "القرآن في حقبة الإصلاح الدیني في.(Der Koran im Zeitalter der Reformation) ," القرن السادس عشر وقد قوبلت محتویات هذه الكتب والدراسات بالتحفظ الشدید من قبل بعض العلماء المسلمین، نظراً لأن مؤلفیها تعرضوا أحیاناً لقضایا یختلف فیها المسلم وغیر المسلم لأسباب عقدیة، الأمر الذي لا یخلو من الحساسیة. ولكن ظهر في السنوات الأخیرة جیل جدید من خریجي الجامعات الألمانیة، تخصص في العلوم القرآنیة، وأفراد هذا الجیل ألمان مسلمون، وأذكر منهم لمیاء قندیل، التي قامت.(Studien zu den Koranischen Schworen) ," بدراسة عن "القَسَ مِ في القرآن وكمثل ثان لهذا الجیل أذكر نفید كرماني, ودراسته عن "الإعجاز القرآني، وتاریخ قبول النص القرآني في صدر الإسلام". وقد حظیت هذه الدراسة بقبول واسع، واهتمام شدید من قبل المثقفین الألمان، والصحافة والإذاعة الألمانیة.