يعد مرض حصى الكلى من أمراض الجهاز البولي الشائعة. الجدير بالذكر أنه لا تتوفر حاليا إحصائيات دقيقة و كافية عن هذا المرض في السلطنة، من حيث مكونات حصى الكلى و العوامل المساعدة لهذا المرض بالإضافة إلى الأمراض المؤدية أو المصاحبة لهذا المرض. تعد زيادة نسبة الكالسيوم و الفوسفات و حمض اليوريك و الأوكسالات و السيستين في البول و نقص السيتريت و المغنيسيوم و حموضة البول و كمية إدرار البول من العوامل المحفزة لتشكل هذا المرض. من الأمراض المصاحبة أو المؤدية إلى هذا المرض أمراض السمنة و السكري و الضغط و التهابات المجاري البولية بالإضافة إلى أمراض النقرس و أمراض الغدة الدرقية و الأمراض المتعلقة بتلف نفرونات الكلى. معرفة مكونات البول و العوامل المساعدة و الأمراض المؤدية لهذا المرض سوف يكون لها دور كبير في تشخيص مرض حصى الكلى و أيضا الوقاية من هذا المرض وعلاجه. ونتيجة لعدم وجود معلومات كافية عن حصى الكلى كانت أهداف هذه الدراسة هي: معرفة مكونات الحصى الكلوي و معرفة العوامل المساعدة لهذا المرض و الأمراض المؤدية و التي قد تسبب في حدوث مرض حصى المجاري البولية لدى مرضى حصى الكلى الذين تم معالجتهم بمستشفى جامعة السلطان قابوس. ولكي نحقق هذه الأهداف فقد قسمت الدراسة إلى أربعة أقسام . أولا دراسة استرجاعية تم من خلالها دراسة نتائج تكوين الحصى لدى خمسة وخمسون مريضا. تم تحليل عينات الحصى في مختبر Biominis بفرنسا بين الفترة من يناير 2010 و حتى ديسمبر 2011 باستخدام جهاز التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء. ثانيا دراسة تطلعية لتكوين الحصى لدى تسعة وسبعون مريضا ممن خضعوا لعملية استئصال الحصى بمستشفى جامعة السلطان قابوس بين الفترة من يناير 2012 إلى فبراير 2013 و تم فحص عيناتهم بقسم مختبر الكيمياء الحيوية بمستشفى جامعة السلطان قابوس باستخدام جهاز التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء. ثالثا و باستخدام قاعدة البيانات المتوفرة لدى مركز نظم المعلومات بالمستشفى الجامعي تم دراسة العوامل الخطرة أو المساعدة لهذا المرض لدى مرضى حصى الكلى في الدراستين الاسترجاعية و الدراسة التطلعية. أخيرا لقد تم أيضا و باستخدام نفس قاعدة البيانات بدراسة الأمراض المؤدية أو المساعدة للإصابة بمرض حصى الكلى لدى نفس المرضى. أظهرت نتائج الدراستين أن أوكسالات الكالسيوم هو المكون الأكثر شيوعا لحصى الكلى لدى المرضى بدراستين و بنسبة بلغت 73.2 % تليه أملاح فوسفات الكالسيوم بنسبة 29.1 % ومن ثم حمض اليوريك بنسبة 19.5 % و حمض السيستين بنسبة 7.5 % و اليوريت بنسبة 3% و كان الستروفایت يمثل النسبة الأقل بين مكونات حصى الكلى بنسبة بلغت 1. 5 %. بدراسة العوامل الخطرة و المساعدة لهذا المرض لقد تم التوصل إلى أنة زيادة معدل حموضة البول إلى أكثر من 6.0 و نقصها إلى أقل من 5 . 5 و زيادة أملاح الكالسيوم و الأوكسالات و حمض اليوريك في البول و قلة معدل إدرار البول < 1 لتر) هي العوامل المساعدة الخطرة المؤدية إلى حصوات الكلى التي تتكون من الكالسيوم. وكان انخفاض معدل الحموضة إلى أدنى من 5 . 5 هو العامل الأساسي والمحدد لحصى الكلى المكون من حمض اليوريك. و أن انخفاض معدل حموضة البول إلى أقل من 7.0 كان العامل المساعد لتكوين حصي السيستين و كان زيادة معل حموضة البول إلى أكثر من 6.0 هو العامل الخطر أو المساعد الذي تم ملاحظة في حصى اليوريت. الأمراض المصاحبة أو المسببة لحصى الكلى التي تحتوي على كالسيوم و حمض اليوريك كانت السمنة و الضغط و السكري و التهابات المجاري البولية. بينما كان التهاب أو عدوى المجاري البولية و ارتفاع ضغط الدم هي الأمراض المصاحبة لمرضى حصى اليوريت و حصى الستروفايت. الخلل الجيني كان الظاهر و ربما يكون السبب في تكوين حصى الكلى المحتوي على السيستين و الحصى الذي يحتوي على كالسيوم.
وختاما أظهرت هذه الدراسة تقارب النتائج كثيرا بنتائج الدراسات لدى الغرب من حيث التكوين و العوامل المساعدة و الإمراض المصاحبة لهذا المرض و أن نمط الإصابة بهذا المرض يأخذ نفس النمط في الدول الغربية من حيث تكوين حصى الكلى و العوامل المساعدة لهذا المرض و أيضا الأمراض المصاحبة و المؤدية لهذا المرض.