وثيقة
إحياء العقل في مدونة الغزالي العلمية
الناشر
وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية
ميلادي
2009
اللغة
العربية
المجموعة
URL المصدر
zcustom_txt_2
الخويلدي، زهير (2009). إحياء العقل في مدونة الغزالي العلمية. مجلة التفاهم، (28) 21-1. استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2009/028/pdf/20.pdf
الملخص العربي
من المعلوم الذي لا يحتاج إلى مزيد بيان أن أبا حامد الغزالي شخصية غريبة الأطوار متناقضة، ومترددة بين الفقه والكلام والسيرة والحديث، ومترحلة بين الفلسفة والمنطق والتصوف؛ فقد نادى بإلجام العوام عن علم الكلام؛ ولكنه كان من مدرسة أبي الحسن الأشعري الكلامية وتلميذا للجويني، ثم إنه قد كتب فضائح الباطنية للرد على الشيعة الإسماعيلية؛ ولكنه نظر للإشراق والعرفان، وتبني تصورة باطنية للحقيقة في مشكاة الأنوار ومعارج القدس والمنقذ من الضلال، زد على ذلك أنه درس الفلسفة واستفاض في شرحها وتحليلها في مقاصد الفلاسفة ومعيار العلم ومحك النظر وميزان العمل؛ ولكنه هاجمها وبين خورها، وكشف عن نقائضها الداخلية في تهافت الفلاسفة، بعد ذلك كتب المقصد الأسنی؛ ولكن كانت له كتب مضنون بها على غير أهلها، ادعى أنه بسط الأسرار اللدنية والمعاني الإلهية بالمحاكاة والتمثيل والتخييل والتشبيه؛ ولكن أكثر نصوصه مكتوبة بالرموز والمجازات واللمحات، لا ينتفع بفائدتها إلا من وقف عليها ببصيرة نفسه، وكان معا لفهمها وفائق الفطرة. إنه -بحسب مخاطبته للجمهور. يربط في موضوع، ويحل في آخر، ويكفر بأشياء، ثم ينتحلها، كأنه لا يقنع بأي حل نهائي، ولا يسلم بأي موقف دائما مترحل وممتحن ومختبر، يحقق ويدقق، وينقد ويحلل، تتعاند تأملاته الفلسفية مع يقينياته الدينية، وتتباين شطحاته الصوفية مع آرائه الكلامية.
قالب العنصر
مقالات الدوريات