إن اللغة العربية هي الأقدر على استيعاب المعاني الجلية، الكامنة في القرآن، وقد احتوت تلك اللغة الخطاب القرآني، ذلك الخطاب الذي لا يختلف عليه اثنان من حيث تفرده، وتميزه معنی و تركيبا، وإيجاز تعبيره وبلاغته، وقد تحدى به الله تعالى أفصح البشر تحديا صريحا، قال تعالى: «و قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا «
وجاء التحدي في تقليده والإتيان بمثله في تراكيبه المختلفة، أو أساليبه المتنوعة، وإذا كانت المفردات تعطي دلالات عميقة في الخطاب القرآني، فإن التراكيب تغوص إلى أعماق أبعد، وتخرج بدلالات أكثر عمقا، فلا عجب عندئني أن نجد الباحثين يسارعون إلى البحث في آيات القرآن الكريم.
ومن هذا المنطلق جاءت فكرة دراسات آیات الناسخ والمنسوخ من حيث تراكيبها والدلالات الكامنة فيها. فكان العنوان الآتي: "الأنماط التركيبية، ودلالاتها في آیات الناسخ والمنسوخ"