بدت الدراسات اللغوية التطبيقية التي تهتم برصد ظاهرة العبارة الاصطلاحية ولاسيما ما
موجود منها في كتب التراث مشتملة على شيء من الضرورة ، ويرجع ذلك إلى ما تسهم فيه . عن قصد أو غير قصد في تعميق الاتجاه المعجمي - الدلالي في الدراسة اللغوية العربية ، ذلك الاتجاه الذي أزعم أنه يحتاج منا إلى عناية واهتمام فائقين بسبب من فقره الواضح نسبة إلى ما نجده في اهتمام الباحثين في دراسة اللغات الأخرى ؛ فكان هذا سببا في أن أضع على عاتقي أن أنزع إلى دراسة العبارة الاصطلاحية في واحد من أهم معجماتنا القديمة ؛ أعني جمهرة اللغة ولعل اختياري لهذا الرافد الثمين يرجع إلى أن صاحبه كان قد قصد قصدا أن يضع معيار الاستعمال اللغوي نصب عينيه ، ومن ثم كان لابد للعبارة الاصطلاحية أن تجد لها طريقا بين دفتيه منثورة هنا أو هناك
وقد اقتضت طبيعة الدراسة إلى أن ينقسم البحث على مدخل وتمهيد ، وأربعة فصول ، أما
المدخل فقد تضمن نبذه تعريفية عن ابن دريد المتوفى سنة ( ۳۲۱هـ) وعن كتابه الجمهرة ، وأما التمهيد فقد أفرده للكلام على المصطلحات التي أطلقت على العبارة الاصطلاحية وتحديد مفهوماتها، أوأما الفصل الأول من الرسالة فكان تحت عنوان التعريف بالعبارة الاصطلاحية
عنيت فيه بتقديم الإطار النظري لهذا الضرب من المفهومات في الدرس اللغوي ونزعت فيه إلى تقديم الملامح العامة والمعلومات الأساسية المتصلة بالعبارة الاصطلاحية في ضوء النظرية الحديثة لعلم اللغة العام ، ثم ينتهي الفصل بتعريف محدد ارتضته الرسالة للعبارة الاصطلاحية Idiom والأسس التي سنقوم عليها في دراسة العبارة الاصطلاحية في جمهرة اللغة لابن دريد. وكان الفصل الثاني تحت عنوان : العبارة الاصطلاحية في جمهرة اللغة وانضوي تحته العنوانات
الآتية :
مواضعها وطرائق استعمالها .
- إحصائياتها
- أمثلتها .
وكان الفصل الثالث في المستوى التركيبي للعبارة الاصطلاحية في الجمهرة ، وقد انضوي تحته
العنوان الآتي :
أنواع التركيب في العبارة الاصطلاحية
وكان الفصل الرابع في المحتوى الدلالي للعبارة الاصطلاحية في الجمهرة وانضوي تحته
العنوانات الآتية :
- التعامل مع
- مجازية العبارة الاصطلاحية وثبوتها
العبارة بوصفها وحدة دلالية مركبة .
المدلول والمفهوم / مفهومية العبارة الاصطلاحية
المعاني التي تخرج إليها العبارة الاصطلاحية
ولقد قام الباحث باستقصاء العبارات الاصطلاحية في كتاب جمهرة اللغة لابن دريد ،
واجتهد في عرض خصائص العبارة الاصطلاحية في اللغة العربية عامة ، وفي كتاب الجمهرة خاصة ، إيمانا منه بأهمية هذا الموضوع ، واضعا نصب عينيه أن يكون من المشاركين ولو بجهد قليل تقديم المساعدة التي تبذل في كتابة تاريخ العربية ومعجمها التاريخي ، ورصد التطور
التاريخي لها ومواكبة دراساتها العلمية
وقد ذكر الباحث في الخاتمة أهم النتائج التي توصل إليها من خلال البحث والدراسة النظرية
والتطبيقية