خلق الله الإنسان، واستخلفه في الأرض، ودعاه للاستفادة ممّا في الكون؛ من أجل أن يؤدّي وظيفة الاستخلاف على أكمل وأتمّ وجه. وقد جاءت الشريعة الإسلامية بتشريعاتها الشاملة، تكافح الفساد والانحراف في المجتمع قبل وقوعه وبعده، ولتحقّق مصالح الناس الدينية والدنيوية، ومن أهم هذه المصالح حفظ مقاصد الشّريعة، وقد دأب العلماء المسلمون على حَصْر مقاصد الشريعة الكلية في خمسة هي: (حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال). وإذا ما استعرضنا المقاصد الخمسة، وجدنا أن مقصد حفظ البيئة يمكن أن يكون مقصداً كليّاً، فلو تصورنا استمرار التلوث البيئي على هذه الوتيرة الخطيرة؛ فسنجد أنفسنا بعيدين كل البُعد عن إمكانية استمرار الاستخلاف في الأرض وإعمارها؛ لأن استمرارية الجنس البشري يتهدّدها الخطر. وهذا الخطر يتعلّق بحفظ النفس، وبحفظ النسل، ليس من باب عدم اختلاط الأنساب، وإنما حفظه من أنواع التلوث التي تؤدي إلى العقم، أو الإجهاض، أو التشوّهات الخلْقية، أو الأمراض المزمنة.