المنهج العلمي هو الأساس الذي يقوم عليه تقدم العلوم وتطورها، ذلك أنه في غياب المنهج تفقد التجارب والاكتشافات العلمية المشعل الذي تهتدي به وتضل الجهود العلمية وتتخبط بذلك خبط عشواء دون أن تحقق نتائج تذكر، وتضيع منجزات الإنسان أو تتبعثر دون رابط يربطها أو هدف تستطيع تحقيقه. وقد بدأ الإنسان حياته العلمية منذ فجر التاريخ محاولا التعرف على طريق منظم يسير على هديه ويحقق من خلاله النتائج التي يصبو إليها . والمنهج العلمي بهذا يعتبر بمثابة المنظار الذي ينظر من خلاله الباحث إلى مختلف الظواهر والمتغيرات المحيطة به ، وفي غياب المنهج العلمي السليم واختفاء العقليات المنهجية في أي منحى من مناحي العلم والمعرفة فإن البحث العلمي سيصاب بخلل مؤكد وتكون نتائجه محل شك دائما، ويؤكد تاريخ التطور العلمي هذه الحقيقة في مراحله المختلفة فلم يتخلف البحث العلمي في مراحله إلا بسبب النقص وعدم الاهتمام بتطبيق أصول البحث العلمي من خلال مناهجه المختلفة.