تمثل إشكالیة العقل والنص، حجر الزاویة في النسق الكلامي، ولیس أدل على هذا، من تأرجح المذاهب الكلامیة بین هذا وذاك. لقد انطلقت كل فرقة كلامیة تحدد مكانة العقل وغایاتة داخل نسقها، مما جعل الأفكار تتوتر وتتصارع داخل المذهب الواحد أحیانا!، ومما جعل أیضا لخطاب العقل المقدمة الضروریة عند جل المذاهب الكلامیة لفهم النص، ورغم هذه الفرضیة -إذا زعمنا صحتها- تبقى مجرد فرض علمي حتى یتم البرهنة علیه في مضمار الواقع. لقد ارتبطت إشكالیة العقل والدین بالعدید من الموضوعات الأخرى، ونتج عنها الوسائل
المختلفة لیتم الاتساق بینهما، مثل ضرورة الأخذ بالتأویل لیتم الاتساق بین النظر العقلي والإیمان الشرعي، وقیاس الغائب على الشاهد الذي طبقه علماء الكلام ووقع منهم من وقع في أخطاء في میدان التطبیق وخاصة أن هذا القیاس في أصله قیاس أصولي، كما ارتبط موضوع دراستنا بمدى نجاح هذه المدرسة أَو تلك إقامة في تعادلیة متزنة -إن صح التعبیر- بین العقل والنص. فلا بد أن نتمحور –إذن- حول هذه الآراء و الأفكار التي یفجرها هذا الطرح لنتمكن من
معالجة هذة القضایا بطریقة موضوعیة ونقدیة في آن واحد.