إن ربط الإسلام والدين الواحد والليلة الواحدة بإبراهيم ع ز يتضمن بالنسبة لنا نحن المسلمين، أتباع آخر الدعوات . عدة اعتبارات مبدئية: هناك هذه النقلة من نوح إلى إبراهيم والأنبياء من ذريته، وهي نقلة من المبدأ العقدي إلى التأسيس التاريخي، أو هي نقلة من المبدأ الكوني إلى التأسيس الإنساني والعالمي، كما اقتضت إرادة الله سبحانه وحكمته، فما بين آدم ونوح كان الدين الواحد، وما بين إبراهيم ومحمد ظهر الدين الواحد باعتباره ملة حقيقية واحدة، وجماعات إنسانية تلتقي على الوحدانية في الاعتقاد، وعلى أخلاقيات الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفكر والسلوك. . وهناك ذاك الاستقرار مع إبراهيم ضمن الدين الواحد والملة الواحدة على الإسلام باعتباره النهج الإلهي الذي تضافرت عليه الدعوات النبوية والرسالية: وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل... [الحج:78]. ويتأتئ توهم الحرج هنا من المجادلة في أمرين: علاقة الدين الواحد بالملة الإبراهيمية، وعلاقة الإسلام بالدين الواحد وبإبراهيم علي. وقد أوضح القرآن أن الاعتصام بالإسلام هو اعتصام بالدين الواحد، وبملة إبراهيم معأ.