بناء على التوجه الميتافزيقي الذي يجعل الحرية هي الرابطة أو الرهان بالنسبة لموضوع بحثنا، حيث يمكن أن نعتبر المصادفة مظهرا للحرية وفرصة لتحقيقها بمعنى أن الحرية يمكن أن تظهر بوصفها تجسيدا للمصادفة في الحقل الميكروفيزيائي. وإذا انطلقنا من هذا التمشي، فأن مبررات اختيارنا لهذا الموضوع قد ارتكز على بيان الحضور المستمر للميتافيزيقا في نظريات المعرفة الفلسفية والعلمية، منذ ارسطو إلى مرحلة العلم الجديد ما بعد نظرية الكم، مما يعني الميتافيزيقا لم تنقطع عن تطور الفلسفة والعلم وثمة ما يشير بقوة إلى هذا الحضور المستمر في النظريات العلمية المعاصرة. ومن جهة ثانية سنحاول اختبار فرضية هذه القيمة الميتافيزيقية لعلاقات الارتياب عند هيزنبرغ بواسطة مسطرة التركيب المفهومي للمصادفة والحرية والضرورة التي حددناها للتحقق من هذا المشكل المطروح.