يعد الطبري أحد أكبر علماء المسلمين في المائة الثالثة للهجرة، وظل اسمه يتصدر قائمة المفسرين والمؤرخين عبر القرون اللاحقة؛ لشهرة كتابية في التفسير والتاريخ. وقد ولد محمد بن جرير بن غالب بن كثير الطبري الآملي ببلدة آمل من طبرستان سنة 224 أو 225ه، وارتحل إلى الري وبغداد والكوفة والبصرة والفسطاط بمصر، وعاد فاستوطن بغداد إلى أن توفي بها سنة 310ه. قال فيه الخطيب البغدادي: «كان حافظة الكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيراً بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين، وما بعدهم من المخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم». ولأن الطبري بهذه الشهرة؛ فإن تقليد السيرة الخاص به متسع، فقد أدرجت سيرته ضمن غالب مؤلفات التراجم والطبقات.