هدفت الدراسة إلى التعرف على تأثير مجموعة من العوامل على سلوك مشاركة طلبة جامعة السلطان قابوس للمعلومات المرتبطة بكوفيد-19 دون التحقق منها، والذي أدّى إلى ظاهرة انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة المرتبطة بالأزمة الصحية كوفيد-19، واختبرت الدراسة تأثير كل من: العوامل الديموغرافية (العمر والنوع)، والكفاءة الذاتية في التعرّف على المعلومات الخاطئة والتحقق منها، والموقف من التحقق، والاعتقاد بصحّة المعلومات، وتمّ تطوير نموذج قائم على نظرية الفعل المبرر بالاعتماد على الدراسات السابقة في الموضوع.
واعتمدت الدراسة لتحقيق أهدافها على المنهج الكمي، واتخذت من الاستبانة أداةً لجمع البيانات، وأُرسِلت الاستبانة عن طريق البريد الإلكتروني الجامعي إلى جميع طلبة البكالوريوس المقيدين بجامعة السلطان قابوس خلال العام الأكاديمي 2020-2021، وبلغ إجمالي المشاركين (407) طالبا وطالبة من مختلف كليات الجامعة.
وتوصّلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، منها: أنّ الطلبة يعتمدون بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات المرتبطة بالأزمة، وقد جاء (تويتر) في مقدّمتها، وأفادت نسبة قلية جدا بلغت (1.70%) من إجمالي العينة، بأنّها لم تتعرّض لأي معلومات خاطئة مرتبطة بكوفيد-19، كما اتفق غالبية المشاركين على أن "التشويش الذهني والقلق النفسي" كانا من أشدّ تأثيرات المعلومات الخاطئة، وأثبت اختبار الفرضيات أنّ هناك تأثيراً إيجابيّاً للمعايير الذاتية والاعتقاد بصحة المعلومات على سلوك مشاركة المعلومات دون التحقق منها، بينما لم يكن هنالك تأثير للكفاءة الذاتية في التعرف على المعلومات الخاطئة والتحقق منها، ولا للموقف من التحقق، ولم تجد الدراسة تأثيراً مباشراً وذو دلالة إحصائية للعامل الديموغرافي(النوع)، مع وجود تأثير بسيط للعامل الديموغرافي (العمر) لصالح الفئة العمرية (24 سنة فأكثر).
وخلُصت الدراسة إلى عدد من التوصيات كان من أبرزها: ضرورة الاهتمام بتدريس المهارات المعلوماتية لطلبة المدارس منذ سنوات الدراسة الأولى، وضرورة رفع الوعي المعلوماتي الوطني عن طريق الورش والمحاضرات التدريبية، التي يشرف عليها مركز معلوماتي متخصص، كما أوصت الدراسة بأهمية التحقق من المعلومة قبل استخدامها أو مشاركتها مع الآخرين، وعدم الثقة في كل ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي