تزايد اهتمام الباحثين بصورة واضحة في مختلف دول العالم لمعرفة المزيد عن تجارب التحديث الآسيوية، خاصة اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية. وبالإضافة إلى السعي لمعرفة أسرار النمو الاقتصادي المستمر في غالبية الدول الآسيوية، توسع البحث للتعرف على سمات الفلسفة، والدين، والسياسة، والثقافة، والتراث، والتقاليد الشعبية ونمط الحياة الاجتماعية في تلك الدول، ويعيد بعض الباحثين هذه الظاهرة إلى تراجع نظم القيم التي رافقت تطبيق الليبرالية الرأسمالية في الدول الغربية، بجناحيها الأوروبي والأميركي، بعد أن تبنت العولمة الأميركية مقولات بالغة الخطورة كنهاية التاريخ، وصراع الحضارات، والحرب على الإرهاب. وفي حين تعيش الدول الآسيوية- خاصة الصين والهند - مرحلة ازدهار ونمو متواصل منذ أكثر من عقدين من الزمن، تشهد اليابان ودول آسيوية أخرى أزمات سياسية واجتماعية متلاحقة، كمشكلة المسنين، وتراجع نسبة الولادات الجديدة ، والتضخم، وارتفاع نسب البطالة، والعمالة غير الشرعية، وقد تجاوزت نسبة الدين العام 200 ٪ من الدخل القومي الياباني في العام 2010.