دراسة تحليلية مقارنة معينة من الصحف الناطقة باللغة العربية خلال عام ۲۰۱۲ هدفت هذه الدراسة إلى كشف وتحليل وتفسير حجم ونوعية إهتمام صحيفتي (عمان والزمن) بقضايا حقوق الإنسان المحلية والعربية والدولية، والمقارنة بينهما في هذا الإهتمام. ولتحقيق هذه الأهداف إستخدم الباحث منهج المسح الاعلامي المضمون المتصل بقضايا حقوق الإنسان في الصحيفتين (عمان والزمن)، واستخدم أداة تحليل المضمون كأداة رئيسية لجمع وتحليل البيانات الخاصة بمحتوى المادة الإعلامية المتعلقة بحقوق الإنسان في الصحيفتين، بالإضافة إلى إستخدام المقابلات غير المقننة بهدف تحقيق أهداف الدراسة وتفسير نتائجها. ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن حجم إهتمام الصحيفتين (غمان والزمن)، بقضايا حقوق الانسان لم يكن بالمستوى المتوقع، حيث غابت العديد من القضايا، وندر معالجة البعض منها، واتضح أن الإطار المسيطر على المعالجة هو ملاحقة الأحداث أكثر من الإتجاه إلى تأسيس وعي عام بحقوق الإنسان، واقتصرت معالجات الصحفيين والكتاب على إجتهادات فردية تغيب عنها المسميات الصحيحة التي وردت في الإتفاقيات الدولية في وثائق الهيئات والمؤسسات واللجان العاملة في مجال حقوق الإنسان. وأكدت الدراسة ندرة الصحفيين المتخصصين في قضايا حقوق الإنسان، مما أدى إلى إعتماد الصحيفتين (عمان والزمن) بشكل كبير على وكالات الأنباء الأجنبية فيما يتعلق ببعض قضايا حقوق الإنسان، ولولا إهتمام وكالات الأنباء بهذه القضايا لما وجدت إهتماما لدى الصحيفتين وحتى وإن كان على أقل مستوى وهو مجرد نقل الخبر عن الوكالة، دونما أية معالجة أو متابعة أو نقاش. وتوصلت الدراسة إلى مؤشر إيجابي يتمثل في تزايد إهتمام الصحيفتين بقضايا حقوق الانسان على المستوى العربي، وهو ما يرجع إلى طبيعة الأحداث التي تمر بها بعض الدول العربية مثل سوريا، وما ترتب عليها من نزوح الكثير من السوريين إلى دول الجوار، والتطرق إلى معاناتهم وحقوقهم كلاجئين وملاحقة الأحداث الخاصة بهم إلى جانب إهتمامها بالشأن المصري. وخلصت الدراسة إلى تقديم عدد من التوصيات التي من شأنها أن تسهم في تطوير حجم ونوعية معالجة الصحافة العمانية اليومية بقضايا حقوق الإنسان.