وثيقة
مفكرو الأنوار و نشأة الأمم
الناشر
وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية
ميلادي
2010
اللغة
العربية
الموضوع
المجموعة
URL المصدر
zcustom_txt_2
الشيخ، محمد (2010). مفكرو الأنوار و نشأة الأمم . مجلة التفاهم، (29) 27-1. استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2010/029/pdf/07.pdf
الملخص العربي
منذ أن قال المفكر والمستشرق الفرنسي إرنست رينان (1892-1823 ) قوله في محاضرته الذائعة الصيت: (ما الأمة؟) (1882) : "کلا، ما كانت الأمم أمرا ليحيا أبد الدهر، لقد بدأت، ولسوف تنتهي كما بدأت"، والباحثون في شأن "الأمم" منقسمون إلى فريقين: فريق راح يبحث في "نشأة الأمم"، وفريق استرعى انتباهه أمر "نهاية الأمم" على أن ما يجمع بين الفريقين هو النظر إلى "الأمم" من حيث هي "مصائر"، وعلى أن ما يفرق بينهما هو زعم الفريق الأول أن بحثه بحث في التاريخ البحت ليس يتضمن الإيديولوجيا، وإن تضمنها فليس إلا النزر اليسير، وأن من شأن الحديث عن نهاية الأمم" . كما هو شأن الحديث عن سائر "الفلسفات التأبينية" أو "الفلسفات الجنائزية" التي ابتلي بها الفكر البشري في القرن العشرين، من "نهاية التاريخ" إلى نهاية الإنسان نفسه، مرورا بدعوى "نهاية الإيديولوجيا" ذاتها - إلا أن يكون حديثا أيديولوجيا بامتياز. ثم إن حديث الأمم حديث عجيب؛ لأن من شدة تعود الإنسان الحديث - لا سيما منذ القرن التاسع عشر وإلى اليوم - على أمر الأمم، صار: "يبدو أن فكرة وجود إنسان بلا أمة فكرة تتجاوز حدود خيال إنسان اليوم"، حتى إنه لربما صار اليوم حال "امرئ بلا أمة" ۔ إن وجد، ولن يوجد - إنما يشبه حال "إنسان بلا ظل"، حسب عبارة عنوان رواية الأديب الرومانسي شاميسو Chamisso، فقد صار: "على الإنسان أن تكون له أمة (أو جنسية)، وذلك تماما مثلما أن عليه أن يكون له أنف وأذنان، ولئن هو حدث أن غاب أحد هذه التفاصيل فذاك أمر يمكن تصوره، لكن على شرط أن يبدو وكأنه كان إثر كارثة، أو يشكل في ذاته كارثة" هذا مع تقدم العلم أنه: "أن تكون للمرء أمة، فذاك ليس صفة طبيعية للإنسان؛ لكنها صارت تبدو اليوم بوصفها كذلك"، والحقيقة أن: "الأمم. مثلها في ذلك مثل الدول. إنما هي مناطة بظروف طارئة، وليس بضرورة كونية". أكثر من هذا، من أدرانا! فقد قد تكون الأمم "صنائع" أنتجتها قناعات الناس وتضامنهم وإخلاصهم؟ إذن، المفكرون في أمر "وجود الأمة" صاروا على مذهبين: "ماهويون" - أو "أهل الماهية" ۔
قالب العنصر
مقالات الدوريات