في السادس والعشرین من شھر أیلول عام ثمانیة وثمانین وتسعمائةوألف صدرت روایة سلمان رشدي الموسومة ب"الآیات الشیطانیة"( 1عن دار النشر فایكنغ/بنغوین في لندن، The Satanic Verses وسرعان ما أثارت ردود فعل في مناطق مختلفة من العالم تمیزت بالاتساع والشمول والتباین الشدید. ففي حین شھد العالم الغربي اھتمامًا ملحوظًا بالروایة تمثل بترشیحھا لجائزة البوكر البریطانیة المشھورة، ومن ثم إدراجھا في قائمة التصفیات الأخیرة لھا؛ وبفوزھا بجائزة وایت برید للروایة لذاك العام؛ وبإصرار ناشرھا على عدم سحبھا من الأسواق تحت أي ظرف من الظروف؛ وبرفض وزیر الداخلیة البریطاني التوسع في تطبیق قانون التجریح لیشمل الإسلام في بریطانیة، الرفض الذي یعني حرمان مسلمیھا من مقاضاة رشدي وغیره على أساس منھ؛ وتنادي المثقفین والكتّاب في بریطانیا و الغرب للدفاع عن رشدي وحریتھ في كتابة ما یرید، بوصف هذه الحریة حقًا من حقوقھ الإنسانیة الأساسیة، شھد العالم الشرقي والمنتمون إلیھ من المسلمین في الغرب مظاھر نقیضة في شكلھا ومحتواھا شملت منع الكتاب في الھند وجنوبي إفریقیة وعدد كبیر من الدول الإسلامیة والعربیة؛ وحرق نسخٍ منھ في مدینة برادفوردالبریطانیة؛ وتنظیم المظاھرات في لندن وسواھا من مدن الغرب، وفي
باكستان وغیرھا من دول الشرق والتي بلغت حدًا من العنف أودى بحیاة عدد من المتظاھرین غیر قلیل، وانتھى بعدد أكبر من الجرحى؛ ومنع جمیع منشورات فایكنغ وبنغوین من دخول إیران، والتظاھر خارج السفارة البریطانیة في طھران، وإعلان یوم حداد وطني في إیران كلھا، وإصدار فتوى بھدر دم رشدي، وأخیرًا قطع علاقات إیران ببریطانیة في مطلع شھر آذار من عام1989