ارتبطت النوازل في مختلف أطوارها- بحياة المسلم، وكان من سماتها الواقعية والتجدد والطابع المحلي؛ لأن النوازلي كان مقصودا من لدن المستفتي فيما تعوده من أسئلة (مسائل العبادات والعقيدة والمعاملات المعروفة) وما لم يتعوده (المستجدات التقنية والتجارية والعادات الطارئة). لذلك كان على النوازلي مسايرة التطور العام للحياة اليومية، مطلعا على مجرياتها، حتى إذا واجهته مسألة طارئة لم يعجز عن الجواب عنها. فالفقيه النوازلي في نظر عوام السائلين وخاصتهم- هو الممتلك للمعرفة الدينية من وجه - وهذا غير كافي. وهو المخول بتنزيلها على الواقع، باستنباط الحكم الشرعي فيها. ونركز هنا على النوازل الواقعية، أي التي لها ارتباط بالواقع المعيش، بناء على قاعدة الإمام مالك اسأل عما يكون، ودع ما لا يكون)، لا التي تعنى بمسائل غيبية أو تبحث في علة الأشياء وجوهرها، كما هو شأن بعض كتب النوازل التي عالجت قضايا الألوهية والخلق والوجود والأسماء و الروح والنبوءة.