Document
الأخلاق و الحرية من منظور العقل الغربي الحديث
Publisher
وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية
Gregorian
2009
Language
Arabic
Member of
Resource URL
Citation
منصف، عبد الحق (2009) الأخلاق و الحرية من منظور العقل الغربي الحديث ، (24)، 1-28. استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2009/025/pdf/06.pdf
Arabic abstract
يسلك العقل الأخلاقي الغربي الحديث وفق قاعدة عامة تعود لأصول الفكر الأخلاقي الفلسفي عامة، التي صاغها الفكر اليوناني قديمة مع أفلاطون وأرسطو والفكر الوسيط المسيحي والإسلامي. وتقتضي هذه القاعدة العامة أن الإنسان لا يسلك كحيوان، بل بمقتضى نسق من المبادئ والقواعد عليه الالتزام بها. والأخلاقية (Moralité) هي السلوك وفق مبادئ وقواعد تهم الإنسان كوني لا ككائن ذي مصالح خاصة وذاتية. غير أن ميزة الفكر الأخلاقي، القديم والحديث على حد سواء، تكمن في كونه يقر بأن الإنسان يتميز كذلك باللاأخلاقية، أي يسلك وفق غرائزه وأهوائه. وهو حتى حينما يسلك بالتوافق مع العقل، قد يؤول الوقائع لصالحه، أي من منظور منفعته الخاصة لا من منظور العقل الأخلاقي كنسق من المبادئ والقواعد التي تهم كل فرد بوصفه كائنا ينتمي لدائرة الإنسانية ككل. والفلسفة الأخلاقية تندرج بين هاتين الإمكانيتين: إمكانية الإنسان اللاأخلاقي وإمكانية الشخص الأخلاقي؛ كلتاهما تشكل طرفا أقصى بعيد المنال. ليس الإنسان كائنا لا أخلاقية كلية (أي حيوان يسلك وفق الغريزة بشكل كامل). وليس الإنسان كائنة أخلاقية مطلقا (وإلا أصبح ملاك). والمسافة بينهما هي مسافة التفكير في النقلة، الفعلية والتاريخية، من الوضع اللاأخلاقي إلى الوضع الأخلاقي. ولا وجود لوضع أخلاقي خارج حدود الوجود المدني أو الاجتماعي. من هنا، لم يكن مرجع الأخلاقية هو مثال الفضيلة والخير والجمال الخلقي فقط، بل هو أيضا العلاقات الاجتماعية التي تحدد معايير ذلك الوضع الخلقي ومقاييس المسلكيات التي توسم بالأخلاقية.
Category
Journal articles