Document
الحریة مقام إنساني و تركها أعلى (الإنسان الحر في القول الصوفي)
Publisher
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
Gregorian
2006
Language
Arabic
Subject
Member of
Resource URL
Citation
الحكيم، سعاد(2006). الحریة مقام إنساني وتركها أعلى (الإنسان الحر في القول الصوفي). مجلة التفاهم،(14)،12-1. استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2006/014/pdf/06.pdf
Arabic abstract
أخذ مبحث الحریة الإنسانیة مساراً خاصا في الفكر الصوفي، یختلف في منطلقه ووجهته وقصده عن مساره المتّبع في حقلي الفقه وعلم الكلام. ولكن هذا الاختلاف لیس تناقضاً وإنّما یؤسس لتكامل علمي وحیاتي في الإسلام ولدى المسلمین. لقد تطرّق الفقهاء إلى مسألة الحریة الإنسانیة في سیاق تشریعي، ونظروا إلى الشخص الحر على انّه صاحب السیادة على نفسه في مقابل العبد المملوك من شخص آخر. وفي إطار التشریع عملوا على إرساء أحكام فقهیة تلحظ عبادة المسلم غیر الحرّ، وطرحوا أسئلة من أمثال: هل تَجِب صلاة الجمعة على العبد؟ وهل تَجِب الزكاة على العبد؟ وغیر ذلك. أمّا علماء الكلام فقد قابلوا الغیب بالشهادة، وتوسّ عوا بالجدل حول الحریة الإنسانیة وشروط الفعل الإنساني وحدوده. لقد تفكّروا في مسألة حریة الإنسان –مطلق إنسان–
وقدرته على الفعل مستقلًا في مقابل إرادة الله، وجاءت آراؤهم تحت مباحث متداخلة مع الحریة ومُصَاحِبَة لها، منها: "القدرة الإنسانیة"، "الإرادة الإلهیة"، "الجبر والاختیار" أو التسییر والتخییر"، "الكسب"، "القضاء والقدر"، "خَلْق الأفعال"، "التكلیف"، "العدل الإلهي"، "المسؤولیة الإنسانیة"، وغیر ذلك. وإذا نظرنا في نصوص الصوفیة التي واكبت إطلالتها لنشأة الحقلین المذكورین، نجد أنّ رجالات هذا المیدان كشفوا عن معنى أصیل للحریة الإنسانیة. ویتجلّى هذا المعنى في تحریر الإنسان لإرادته من كلّ عائق أو شاغل، داخلي أو خارجي، ومن كلّ خوف أو مَطْمَع یُلجئه إلى إتیان ما لا یشاء أو تحویر ما یشاء. لقد تعامل الصوفیة مع الحریة على أنّها نتاج جهد ومجاهدة ولیست معطى إنسانیا، وعلى أنّها "حالة معیوشة" تتحقّق في جدلیّة مع العبودیة لله.. فالإنسان یتحرّر بمقدار عبودیته لله: كلما تحقّق بالعبودیّة الخالصة لله یصبح حراً مخلَّصاً من كلّ ما سوى الله حتى من نفسه، وفي المقابل إن حقّق حریته من نفسه ومن الأغیار أصبح عبداً محضاً لله. وسوف نحاول عبر مباحث خمسة رسم المجالات الأساسیة للرؤیة الصوفیة في موضوع الحریة الإنسانیة
وقدرته على الفعل مستقلًا في مقابل إرادة الله، وجاءت آراؤهم تحت مباحث متداخلة مع الحریة ومُصَاحِبَة لها، منها: "القدرة الإنسانیة"، "الإرادة الإلهیة"، "الجبر والاختیار" أو التسییر والتخییر"، "الكسب"، "القضاء والقدر"، "خَلْق الأفعال"، "التكلیف"، "العدل الإلهي"، "المسؤولیة الإنسانیة"، وغیر ذلك. وإذا نظرنا في نصوص الصوفیة التي واكبت إطلالتها لنشأة الحقلین المذكورین، نجد أنّ رجالات هذا المیدان كشفوا عن معنى أصیل للحریة الإنسانیة. ویتجلّى هذا المعنى في تحریر الإنسان لإرادته من كلّ عائق أو شاغل، داخلي أو خارجي، ومن كلّ خوف أو مَطْمَع یُلجئه إلى إتیان ما لا یشاء أو تحویر ما یشاء. لقد تعامل الصوفیة مع الحریة على أنّها نتاج جهد ومجاهدة ولیست معطى إنسانیا، وعلى أنّها "حالة معیوشة" تتحقّق في جدلیّة مع العبودیة لله.. فالإنسان یتحرّر بمقدار عبودیته لله: كلما تحقّق بالعبودیّة الخالصة لله یصبح حراً مخلَّصاً من كلّ ما سوى الله حتى من نفسه، وفي المقابل إن حقّق حریته من نفسه ومن الأغیار أصبح عبداً محضاً لله. وسوف نحاول عبر مباحث خمسة رسم المجالات الأساسیة للرؤیة الصوفیة في موضوع الحریة الإنسانیة
Category
Journal articles