إن َالتركيز على ضبط العلاقة بين كفاءة المباني الذكِيّة وبناء سلوك الفرد ضمن البنى الاجتماعية والثقافية اللازمة لنَقل التكنولوجيا المعاصرة وتوطينها وتطوير أساليب الحياة بشكل يضمن التناغم بين العمران مع المستفيد في بوتقة سلوكيةٍ سيكولوجيةٍ، تعزّز أعلى مستويات التحكّم بها، وتساعد على تحقيق فاعلية المرونة وقابلية التكيّف، يحقّق أهداف التنْمِية االمُسْتَدَامَة التي تلبّي احتياجات الأجيال الحالية دون الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاته وترسّخ مفهوم الترشيد، وتسعى لتنمية الوعي العام تجاه الآثار البيئية المصاحبة لأنشطة البناء وتقليل آثارها الناجمة عن الأنشطة البشرية المختلفة، وتحافظ على قاعدة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة وتواجه أبرز المشاكل البيئية- الاقتصادية للمباني، وهي مشكلة هدْر الطاقة والمياه طوال فترة تشغيل المَبْنَى، وهذا يشكل أساس التحول نحو كفاءة المباني الذكِيّة التي تكرّس مفاهيم الاستدامة نتيجة للإصرار على تقليل استهلاك الطاقة والحفاظ عليها والاستخدام الفعال للموارد ولتحسي جودة البيئة الداخلية أثناء تشغيل أنظمة التحكّم؛ لتصبح الأهداف الرئيسية للمباني الذكِيّة ليست ترشيد استهلاك الطاقة فحسب، بل زيادة فاعلية المعدات، والتقنيات المستخدمة في المباني الذ َّكِيّة؛ ليصبح البناء ذكيًّا وملائماً ومريحاً وفعالاً، ويحافظ على الطاقة، إضافة لقدرته على التعلم الذي يضفي عنصر ذكاء داخلي، يمكنه من التعلم وتعديل أدائه تبعاً لرواده، لتشكّل المباني الذ َّكِيّة جزءًا من شبكة مدمجةٍ ف أحياء المدينة، وما يتبع ذلك من إيجاد بيئة مجتمعية تُسهم في تأصيل مفاهيم التنْمِية االمُسْتَدَامَة فيها.