كافح الأطباء لقرون لتعريف الجنون، كيفية تشخيصه، وكفيية علاجه، وحاولوا التعرف عليه عن كثب بحثا عن إجابة. في السبعينيات من القرن الماضي، عامل نفسي من جامعة س ُ تانفورد يدعى دفييد روزينهان )Rosenhan David )وسبعة أشخاص آخرون -أعضاء عاقلون وأصحاء ومنضبطون جيدا في المجتمع- التحقوا ُمتخفين بمصحات في جميع أنحاء أمريكا لاختبار شرعية تسميات الطب النفسي. على الرغم من صحتهم العقلية الجيدة أ يثبتوا أنهم عاقلون، وخرجوا بتشخيصات مقلقة وقصص أكثر إثارة للقلق عن عالجهم. دراس َّ ة روزينهان وضحت اخللل في جمال الطب النفسي؛ إذ أظهرت الدراسة مدى سهولة التشخيص اخلاطئ لأشخاص عقالء من خالل مهنة لديها ثقة كبرية في تشخيصها وتراكم مع هذه املهنة عرب الزمان قدر هائل من القوة. نتائج هذه الدراسة أغلقت م ؤسسات وغَّيت تشخيص الصحة العقلية إلى الأبد. تعود هذه القصة مرة أخرى بعد أن قررت كاهالان تعقبه ولاء المتطوعين، أو »المرضى الكاذبين« في كتابها »المتظاهر العظيم«. في بادئ الأمر اعتقدت كاهالان َّ أنها حطت على لغز بدا أنه فقد بضع قطع فقط لتدرك لاحقا مدى غرابة تلك القصة.