هناك شعارات أيا يكن رأينا فيها مثل: صراع الحضارات و الحرب الباردة، ما تزال مؤثرة. وكذلك الأمر بالنسبة للخرائط الجغرافية. فالمجالات الجغرافية تلعب دورا في سياسات العالم. وقد كان تعقل خريطة أوروبا ضرورية للفهم في القرن العشرين. ورغم التقدم التكنولوجي وتغير مسائل المسافات؛ فإن بعض الأماكن ما تزال أهم من أماكن أخرى. وفي بلدان هشة التكوين مثل باكستان والعراق، فإن السياسات تقع دائما تحت رحمة الجغرافية. وهكذا، في أي مكان من العالم يمكن أن نتأمل المستقبل مستندين إلى الوضع الجغرافي؟ الأميركيون مثلا وبسبب موقعهم الجغرافي الخاص، ما يزالون أشد اهتمام بالمحيطين الأطلسي والهادي. وقد ثبت هذا الأمر خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. فألمانيا النازية، واليابان الإمبراطورية، والاتحاد السوفياتي، والصين الشيوعية؛ كلها كانت تركز على أحد هذين المحيطين أو كليهما. ويميل بعض المؤرخين إلى وضع العالم الغربي في وسط الخريطة، بحيث ينفصل المحيط الهندي في جهاته البعيدة. وتشكل القرصنة الصومالية، والمذبحة التي حدثت بمومباي في الخريف الماضي؛ دليلا على أن المحيط الهندي ثالث أكبر المحيطات- سيظل ساحة رئيسية في القرن الحادي والعشرين.