أود في هذه الورقة التعریف بمشروع یجري حالیا في معهد ألماني هومعهد الدراسات المتقدمة في برلین بألمانیا. إن لهذا Wissenschaftskolleg المشروع علاقة وثیقة بفكرة التسامح. ونظرا لوجود مبادرة مثالیة في سبیل بلورة هذه الفكرة في سلطنة عمان -أعني مجلة التسامح - فإنني رأیت من المناسب أن أكتب عن المشروع الألماني لعلنا نؤسس تعاونا علمیا وثیقا بیننا في المستقبل. وقبل أن أبتدئ أرجو أن أتحدث باختصار عن التجربة الألمانیة في مجال التعایش بین الدیانات في الماضي وفي التاریخ الحدیث، وهي تجربة دفعت المسؤولین عن المعهد إلى اختیار موضوع بحثهم، وهو التأویلیة الیهودیة والإسلامیة كنقد للحداثة. فلنلتفت أولا إلى تلك التجربة الألمانیة، التي تختلف اختلافا كبیراً عن تجربة العالم الإسلامي مع الدیانات الأخرى.