یقال: (إن الشعوب المتمدنة والمتحضرة والمثقفة هي أقرب (دون حتمیة ذلك إلى أن تكون متسامحة ویقوم فیها المجتمع المدني، وبالتالي العلمنة التي بإمكانها القضاء على اللاتسامح أو التعصب. بناء علیه هناك علاقة بین التسامح والثقافة. فالمساحة الثقافیة الدین، الفلسفة، علم الاجتماع، السیاسة، القانون، الأدب، الفن.. إلخ...) تشكل مضمون الإطار التاریخي الذي ولد ویولد فیه من اللاتسامح التسامح. لذلك لتوضیح لوحة الموضوع لا بد في البدء من تعریف التسامح وكذلك الثقافة. التسامح هو موضوع كبیر، لذلك نحیل من یرغب فیه، لا سیما بالعمق والتفصیل إلى الفصل الثاني من كتابنا "أضواء على التسامح والتعصب"( 1). أما هنا فنكتفي ببعض التعریفات بالنسبة له- التسامح-، ومن ثم ننتقل إلى تعریف الثقافة، وبعدها نتناول العلاقة بینهما- التسامح والثقافة، أو بالأحرى الثقافات كونها متعددة.