تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على دور المجتمع المحلي في صون الموارد الطبيعية في ولاية الحمراء، وذلك من خلال قياس مدى معرفة السكان بالموارد الطبيعية ودراسة أهم الأساليب التي ينتهجها السكان في التعامل مع الموارد الطبيعية في منطقة الدراسة، والكشف عن أهم التحديات التي تواجههم في سبيل تحقيق مفهوم المحافظة على الموارد الطبيعية، إضافة إلى تقييم دور السلطات المطية في ولاية الحمراء في دعم المجتمع المحلي في صون الموارد الطبيعية.
وقد اتبعت الدراسة سلسلة من الأساليب التي تنوعت حسب مواضيع الدراسة، فبالإضافة إلى جمع البيانات المكتبية الصادرة من الدوائر الحكومية والعمل الميداني والملاحظة المباشرة فقد تم توزيع استمارة استبيان على المجتمع المحلي وتحليل البيانات ومعالجتها باستخدام البرنامج الاحصائي ( SPSS21)، اضافة إلى تحليل نتائج المقابلات الفردية التي تم اجراؤها مع مسؤولي السلطات المحلية في ولاية الحمراء. الجدير بالذكر أن استمارة الاستبيان وزعت بواسطة عينة عشوائية
طبقية بنسبة 5% موزعة على ثلاث طبقات شملت القرى الجبلية وقرى مصاطب جوانب الأودية وقرى البيدمنت الرسوبي
وقد توصلت الدراسة إلى أن هناك ضعف عام بين أفراد المجتمع المحلي والسلطات المحلية في الولاية في صون الموارد الطبيعية بسبب مجموعة من التحديات أبرزها صعوبة التضاريس وقساوة الموقع ، وتشتت القرى وتناثرها، وعدم استقرار قوة العمل في الولاية، إضافة إلى منافسة الولايات المجاورة مثل ولاية بهلاء ونزوي في الحصول على الدعم الحكومي، ورغم الضعف العام في صيانة الموارد الطبيعية في الولاية، إلا أن الدراسة كشفت أيضا عدة صور في صون الموارد الطبيعية منها زراعة الأشجار وتنظيف وصيانة الأفلاج والاهتمام بالتربة والأرض الزراعية والعمل على شراء المنتجات الزراعية وغيرها. كما كشفت عن وجود عدد من المبادرات التي قام بها أفراد المجتمع المحلي في استغلال بعض الموارد الطبيعية في الولاية مثل متحف بيت الصقاة والاستراحات والفنادق السياحية ومشروع ذاكرة الأجداد وغيرها.
وقد أوصت الدراسة بضرورة تفعيل المشاركة المجتمعية في صون الموارد الطبيعية من خلال التوعية المكثفة بأهمية البرامج والمشاريع الموجهة في صون الموارد الطبيعية، إضافة إلى القيام بالدراسات الدورية للكشف عن الممارسات التقليدية التي تسلكها المجتمعات المحلية لتفعيل دورها في صون الموارد الطبيعية .كما توصي الدراسة بتعزيز وتطوير قدرات المجتمع المحلي من خلال التدريب والتأهيل وتطوير الممارسات التقليدية وتنميتها.