Document
مآزق الفكر الإسلامي المعاصر : الإحیاء و الإصلاح و المسؤولیة الجماعیة
Publisher
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
Gregorian
2005
Language
Arabic
Subject
Member of
Resource URL
Arabic abstract
أدَّت أحداث السنوات الماضیة، والتي بلغت في مُضیّها إلى الحدود القصوى في سائر الاتجاهات إلى انطلاق أُطروحة وممارسة "الحرب على الإرهاب" التي واجهتها في أفكار وكتابات وخطابات الإسلامیین أطروحة " الحرب على الإسلام". وإذا كان الأمیركیون وحلفاؤهم قد حاولوا التخفیف من حِ دَّة خطاب الحرب على الإرهاب، بالقول إنّ هناك إسلاماً معتدلاً وآخَر متطرفا، وإنّ على المسلمین المتنورین والمعنیین بمستقبل دینهم، وعلاقاتهم بالعالم أن یستنقذوا هذا الدین من أیدي المتطرفین؛ فإنّ الإسلامیین المعتدلین والمتشدّدین على حدٍ سواء، أصرُّوا ویُصرون على أنّ الحربَ على الإرهاب لا تقتصر في آثارِها على النَیل من المتطرفین؛ بل إنما تتناول كلَّ الناس بدون تفرقةٍ بین توجهاتهم، كما یبدو علیه الأمر في فلسطین وأفغانسْ تان والعراق. ولأنّ الحربَ على
الإرهاب اقترنت بالدعوات الثقافیة والسیاسیة الداعیة للدیمقراطیة، وإعادة بناء الدول والأنظمة على ذلك؛ فقد اعتبرت كثرةٌ من الكتابات العربیة والإسلامیة أنّ لتلك الحرب جوانب ثقافیةً تتصل بالتمییز والأوحدیة الحضاریة وصراع الحضارات، لنُصرة القیم الغربیة والمسیحیة/ الیهودیة، على ثقافة المسلمین وحضارتهم. ویعني هذا كلُّه أنّ الوعي العربي والإسلامي یتجه من جدیدٍ إلى لملمة مواریث العقود الخمسة الماضیة، باعتبار أنه لا انقسامَ في الأنا ولا تغییر، وأنها تقعُ وما تزالُ في مواقع الدفاع، وأنّ الصراعَ إنما هو صراعٌ بین كلِّ الداخل العربي والإسلامي في مواجهة كلّ الخارج الغربي والشرقي، الذي تجمَّع لضرب ثقافةِ المسلمین ووحدتهم واحتلال دیارهم، وانتهاك حُرُمات دینهم. ولا یعني هذا أنه ما كانت هناك وما تزال أصواتٌ وكتاباتٌ ناقدةٌ للخطاب الشمولي، وخطاب المؤامرة والصراع. بید أنَّ تلك الأصوات والكتابات لا تلتفتُ كثیراً لمتغیّرات الداخل، وللعوامل الذاتیة المؤثّرة في اضطراب الرؤیة والممارسة. فهناك صورةٌ جدیدةٌ للإسلام، ولعلاقاته بالمجتمع، وبفكرة الدولة وممارسة السلطة أو ممارسات تدبیر الشأن العامّ. ویستحقُّ الأمر في جوانبه الثقافیة والعقدیة والسیاسیة تأمُّلاً یتّصلُ بالأفكار والأیدیولوجیات السائدة حول الدین والدولة منذ ظهرت فكرةُ "النظام الإسلامي" في الستینات، و"الحلّ الإسلامي" في السبعینات من القرن الماضي؛ بما یعنیه ذلك من علائق التقاطع والتناقُض مع الوسطیة الإسلامیة من جهة، ومع العالَم من جهةٍ ثانیة.
الإرهاب اقترنت بالدعوات الثقافیة والسیاسیة الداعیة للدیمقراطیة، وإعادة بناء الدول والأنظمة على ذلك؛ فقد اعتبرت كثرةٌ من الكتابات العربیة والإسلامیة أنّ لتلك الحرب جوانب ثقافیةً تتصل بالتمییز والأوحدیة الحضاریة وصراع الحضارات، لنُصرة القیم الغربیة والمسیحیة/ الیهودیة، على ثقافة المسلمین وحضارتهم. ویعني هذا كلُّه أنّ الوعي العربي والإسلامي یتجه من جدیدٍ إلى لملمة مواریث العقود الخمسة الماضیة، باعتبار أنه لا انقسامَ في الأنا ولا تغییر، وأنها تقعُ وما تزالُ في مواقع الدفاع، وأنّ الصراعَ إنما هو صراعٌ بین كلِّ الداخل العربي والإسلامي في مواجهة كلّ الخارج الغربي والشرقي، الذي تجمَّع لضرب ثقافةِ المسلمین ووحدتهم واحتلال دیارهم، وانتهاك حُرُمات دینهم. ولا یعني هذا أنه ما كانت هناك وما تزال أصواتٌ وكتاباتٌ ناقدةٌ للخطاب الشمولي، وخطاب المؤامرة والصراع. بید أنَّ تلك الأصوات والكتابات لا تلتفتُ كثیراً لمتغیّرات الداخل، وللعوامل الذاتیة المؤثّرة في اضطراب الرؤیة والممارسة. فهناك صورةٌ جدیدةٌ للإسلام، ولعلاقاته بالمجتمع، وبفكرة الدولة وممارسة السلطة أو ممارسات تدبیر الشأن العامّ. ویستحقُّ الأمر في جوانبه الثقافیة والعقدیة والسیاسیة تأمُّلاً یتّصلُ بالأفكار والأیدیولوجیات السائدة حول الدین والدولة منذ ظهرت فكرةُ "النظام الإسلامي" في الستینات، و"الحلّ الإسلامي" في السبعینات من القرن الماضي؛ بما یعنیه ذلك من علائق التقاطع والتناقُض مع الوسطیة الإسلامیة من جهة، ومع العالَم من جهةٍ ثانیة.
Category
Journal articles