يعود الكاتب تيد بيكون بعقارب الزمن إلى الوراء ثلاثين عاما مستعرضا المشهد العالمي في العام 1984 ؛ حيث سيطرت ظلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق على العالم، وسادت الديكتاتورية في كثير من دول العالم النامي. وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما، يعرض لنا مشهدا عالميا مغايرا. َّ فقد تفكك الاتحاد السوفيتي، وانحسر خطر الحروب النووية، وتم تكوين الاتحاد الأوروبي، وأصبحت إفريقيا تفتخر بالحرية بعد أن تخلصت من الاستعمار وبقايا التمييز العنصري، وتسارع النمو الاقتصادي في العالم، وظهرت قوى جديدة تبحث عن دور لها في الحوكمة العالمية، بعد أن حققت إنجازات على المستوى الاقتصادي والسياسي. فمع نهاية الحرب الباردة، سعت عدد من الدول الاشتراكية إلى تبني برامج الإصلاح السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، بغية تأسيس نظام سياسي يقوم على قيم ومبادئ الديمقراطية بمعناها الغربي، وبلورة أنظمة قادرة على ضمان حد معني من التنمية والأمن، وحترام حقوق الإنسان. وهو أمر قد يكون من شأنه تغيير موازين القوى الدولية، بعد أن سيطرت على العالم دول ذات تاريخ ديمقراطي (الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي) لفترة زمنية
طويلة ولا تزال.