تهدف هذه الدراسة إلى إبراز كنز من كنوز المكتبة النحوية العمانية، وهو كتاب التقييد الذي يعد أوسع المؤلفات في فنه، يتناول بإسهاب وعمق أبواب النحو وبعض أبواب التصريف والإملاء في عشرة أجزاء.
وقد قسمت هذه الرسالة إلى قسمين، هما: قسم الدراسة، وقسم التحقيق، فأما القسم الأول فجعلته في ثلاثة فصول، غني الفصل الأول بالتعريف بالرقيشي اسمه ونسبه ولقبه، وعصره الذي عاش فيه سواء من نواحية السياسية أم الاجتماعية أم العلمية والثقافية، مع التعريج على سيرته العلمية، وتاريخ وفاته.
وأما الفصل الثاني فقد انصب في دراسة الكتاب من محاور متعددة، هي: منهج المؤلف، وموقفه من الاستشهاد، واختياراته، ومذهبه النحوي، وموقفه من بعض العلماء، ومصادره، والمآخذ على الكتاب، ثم جعلت خاتمة بنتائج الدراسة. والفصل الثالث تناولت فيه وصف المخطوط ومنهج التحقيق، والذي شمل توثيق الكتاب ونسيته إلى مؤلفه، ووصف النسخ المعتمدة في التحقيق، ومنهج التحقيق. والقسم الثاني كان مخصصا في التحقيق للأجزاء المذكورة. وأبرز نتائج الدراسة تتمثل في الآتي:
1. الشيخ أحمد بن محمد بن بشير الرقيشي أحد أعلام القرن الثاني عشر الهجري، كان حيا إلى العام ۱۱۰۲هـ، وقد ألف كتابه التقييد في المعنى المهم والمفيد في العام ۱۱۶۷هـ في عشرة أجزاء .
2. شملت الأجزاء الستة من الجزء الرابع إلى الجزء التاسع أبوابا في النحو، هي: المرفوعات والمنصوبات والمجرورات والمجزومات، وبيان صفة العامل وأنواعه وعمله، والتوابع والحكايات، وباب النسبة في التصريف.
3. اسم أسلوب المؤلف بالوضوح والبعد عن التكلف وعدم الإسهاب للتيسير على المتعلمين، مع غزارة مادة الكتاب واستقصائها كثيرا من المسائل.
4. أكثر الشيخ الرقيشي من الاستشهاد بالقرآن الكريم، وأورد عشر قراءات قرآنية منها السبعية والعشرية وفوق ذلك وقراءات حكاها بعض النحويين واللغويين، وأما الحديث الشريف فقد كان فيه مقط؛ إذ لم تعد خمسة أحاديث لم يصرح بنسبتها إلى النبي .
5. بلغت الشواهد الشعرية عند المؤلف (۲۶) شاهدا، أورد نصفها كاملة الصدر والعجز، ولم ينسبها إلى أصحابها إلا بيئا واحدا لامرئ القيس، واستطعت نسبة (۱۲) شاهدا، والأخرى مجهولة القائل واردة في كتب النحويين المتقدمة، وأما الاستشهاد بكلام العرب المنثور فقلين لا يتجاوز ثلاثة نصوص.
6. للمؤلف اختیارات بلغت (15) اختيارا، وآراؤه توحي بنزعة بصرية، وقد نقل بطريق الوساطة عن عدد غير قليل من علماء القرنين الثاني والثالث الهجري، ولم يتجاوز بنقله من هم فوق القرن الثامن الهجري، وأكثر النقل عن سيبويه الذي كثيرا ما يوافق آراءه.
7. تأثر الشيخ الرقيشي في نقولاته بعدد من المصادر، هي: شرح ملحة الإعراب للحريري، وشرح قطر الندى ومغني اللبيب لابن هشام ، وشرح ابن عقيل، ولم يصرح بنقله عنهم.
8. على كتاب التقييد كثير من المآخذ، منها: مآخذ في النقل تمثلت في تصحيف كلمات أو إحلال كلمات لا تتفق مع عموم سياق النص أو إخلال في الاختصار، وهناك مآخذ في استنباط الرقيشي تمثلت في عدد من المسائل، وتوجد مآخذ في تراكيب بعض الجمل، وكل ذلك عليه أمثلة أوردتها في محلها.