المواطنة في الماضي : لم تكن المواطنة تثیر نقاشاً أو جدلاً في التاریخ الإسلامي الماضي، في مراحله المختلفة، وأدواره التي عاش فیها المسلمون مع غیرهم، عیشة هانئة مستقرة، قائمة على الاعتراف بالذات، سواء في دیار المسلمین غیرهم، لوضوح الاعتبارات الإسلامیة في معاملة المسلمین لغیرهم، والتزام معاییرها وتطبیق مقتضیاتها، لأن المسلم سواء أكان حاكماً أم شخصاً عادیاً یتمیز بالتزامه الدقیق بشریعة الإسلام في القضایا الحساسة، ولرغبة المسلمین في تقدیم أنموذج طیب عن رسالة الإسلام، ونشر دعوته في الآفاق الداخلیة والخارجیة، لیكون التعامل طریقاً جذَّاباً لقبول عقیدة الإسلام ومناهجه وشرائعه كلها.
المواطنة في عصرنا: أما الیوم في عصرنا الحاضر فقد أصبحت المواطنة من أهم المشكلات المثیرة للجدل والبحث، في بلاد المسلمین أو في غیرها، بإیحاءات المفاهیم الغربیة، وتعقید المسائل، وإرباك الموقف الإسلامي دولاً وشعوباً، وكثرة السكان وقلةالموارد.