نظراً لما للعمل الإعلامي من دور حيوي في تربية وتعليم وتوجيه وتوعية الناس إلى إتباع الأصول والعادات الاجتماعية وتثبيت القيم والمبادئ والمحافظة عليها، والحث على الاندماج الطبيعي في الحياة العامة، فقد عمل القانون الدولي العام من خلال مصادره الأساسية وغير الأساسية على ترسيخ ودعم مهنة العمل الإعلامي، وذلك بالنص على بعض من الحقوق الإنسانية التي تعكس، وترسخ مفهوم العمل الإعلامي بالإضافة إلى ذلك، فقد ساهمت قواعد القانون الدولي الإنساني في خلق إطار قانوني دولي يعمل على حماية المشتغلين بالعمل الإعلامي في وقت النزاعات المسلحة. وهذا البحث سيقوم باستعراض قواعد القانون الدولي التي ساهمت في ترسيخ، ودعم العمل الإعلامي على المستوى الدولي بالإضافة إلى الوقوف على المعوقات القانونية التي قد تحد من العمل الإعلامي، حيث سيساهم هذا البحث إلى حد ما في توضيح المعايير الدولية التي تنظم العمل الإعلامي، وبهذا سيكون بمثابة دليل توجيهي للدول التي ترغب في أن تكون قوانينها الداخلية المتعلقة بالعمل الإعلامي متوافقة مع التزاماتها الدولية. وقد أوصت الدراسة إلى ضرورة تفريغ مبادئ تشواني أو المبادئ العالمية للأمن القومي، والحق في المعلومات في اتفاقية دولية تحت إشراف الأمم المتحدة؛ لما تتضمنه هذه المبادئ من توازنات حقيقية بين القيد المتعلق بالأمن القومي، والعمل الإعلامي، والعمل ضمن النظام الداخلي للدول على التعريف بمبادئ تشواني، وذلك يكون من خلال وسائل الإعلام والجامعات والمؤسسات ذات العلاقة وكذلك عقد الندوات والمؤتمرات، كما أوصت الدراسة على ضرورة وضع تعريف المفهوم الأمن القومي في صورة إعلان صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وهذا بدوره قد يساهم في فض الاشتباك الواقع بين هذا المفهوم والحقوق والحريات الإنسانية ولاسيما حرية العمل الإعلامي.