Document
مسألة العقل و سلطته في النقاشات الإسلامیة القدیمة
Publisher
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
Gregorian
2006
Language
Arabic
Subject
Member of
Resource URL
Citation
غيري، ستيفاني(2006). الشرق شرق والغرب غرب : حوارات في بیروت .مجلة التفاهم،(15)،1-7.استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2006/015/pdf/24.pdf
Arabic abstract
یُعرِّف الكنِدْيُّ 252 ه) الفیلسوف العقل بأنه (جوهرٌ بسیطٌ مُدركٌ للأشیاء بحقائقهاثم یعمد في رسالته في العقل إلَى تقسیمه إلَى أربعة أقسام( 2): العقل الأول- وهو علهِّ لجمیع المعقولات والعقول الثواني، وهو الذي یُخرجُ النفسَ من حالة كونِها عاقلةً بالقوة إلَى حالة كونها عاقلةً بالفعل. ویعني ذلك أنّ العقل جوهرٌ غیر مادي، وأنه آتٍ إلَى الإنسان من خارج، ومآل هُ إلَى ترك الإنسان عندما تفُارقُهُ الروح أیضاً. ولذلك یسمیه الكنديُّ مستفاداً، أي أنه لم یكن للنفس ثم صار لها. إن مهمتَه أن یدبِّرها من فوق؛ من خارج، أن یسوسَها عن طریق إخراجها من حالة كونِها عاقلةً بالقوة إلَى حالة كونها عاقلةً بالفعل. أما الأقسام الثلاثة الأخُرى للعقل فهي (رغم جوهرتها) تدخل في العقل الإنساني الجزّئي،
وربما أمكن اعتبارُها من ضمن قوى النفس عنده، وإن یكن اختصار كلام الكندي یجعلُ الأمر متسما ببعض العُسْر والابتسار( 3). أماّ الفارابي 339 ه فإنّ العقل الفعَّال عنده هو العقلُ الأولُ عند الكندي، وهو یقومُ بالوظائف نفسِ ها تقریباً. فالعقل الفعاُّل( 4): (فعْلُهُ العنایةُ بالحیوان الناطق، والتماسُ تبلیغه أقصى مراتب الكمال الذي للإنسان أن یَبْلُغَهُ وهو السعادةُ القصوى؛ وذلك بأن یعبر الإنسان في مرتبة العقل الفعاّل. وإنما یكونُ ذلك بأنه تحْصُلَ مفارقاً للأجسام غیر محتاجٍ في قوامه إلَى شيءٍ آخر مما هو دونه من جسمٍ أَو مادةٍ أَو عَرَض..) وكأنما یرید الفارابي زیادة الأمر وضوحاً فیُتاَبع( 5): (..ومنزلةُ العقل الفعّال من الإنسان منزلة الشمس من البصر؛ فكما أن الشمسَ تُعطي البصر الضوءَ فیصیر البصرُ بالضوء الذي استفادةُ من الشمس مبصراً بالفعل بعد أن كان مبصراً بالقوة.. كذلك العقلُ یفیدُ الإنسان شیئاً یرسمُهُ في قوته الناطقة منزلةُ ذلك الشيء من النفس الناطقة منزلةُ الضوء من البصر..). هكذا یكون العقلُ الفعاّل عند الفارابي قائماً بذاته (أي جوهراً) مفارقاً مهمتُهُ في العال مَ الإنساني تدبرُ النفس وبالتالي الإنسان وسیاستُهُما من فوق، ومن خارج،
دون أن تُدنِّسَهُ المادةُ أَو تمس جوهریتَهُ الجزئیات.
وربما أمكن اعتبارُها من ضمن قوى النفس عنده، وإن یكن اختصار كلام الكندي یجعلُ الأمر متسما ببعض العُسْر والابتسار( 3). أماّ الفارابي 339 ه فإنّ العقل الفعَّال عنده هو العقلُ الأولُ عند الكندي، وهو یقومُ بالوظائف نفسِ ها تقریباً. فالعقل الفعاُّل( 4): (فعْلُهُ العنایةُ بالحیوان الناطق، والتماسُ تبلیغه أقصى مراتب الكمال الذي للإنسان أن یَبْلُغَهُ وهو السعادةُ القصوى؛ وذلك بأن یعبر الإنسان في مرتبة العقل الفعاّل. وإنما یكونُ ذلك بأنه تحْصُلَ مفارقاً للأجسام غیر محتاجٍ في قوامه إلَى شيءٍ آخر مما هو دونه من جسمٍ أَو مادةٍ أَو عَرَض..) وكأنما یرید الفارابي زیادة الأمر وضوحاً فیُتاَبع( 5): (..ومنزلةُ العقل الفعّال من الإنسان منزلة الشمس من البصر؛ فكما أن الشمسَ تُعطي البصر الضوءَ فیصیر البصرُ بالضوء الذي استفادةُ من الشمس مبصراً بالفعل بعد أن كان مبصراً بالقوة.. كذلك العقلُ یفیدُ الإنسان شیئاً یرسمُهُ في قوته الناطقة منزلةُ ذلك الشيء من النفس الناطقة منزلةُ الضوء من البصر..). هكذا یكون العقلُ الفعاّل عند الفارابي قائماً بذاته (أي جوهراً) مفارقاً مهمتُهُ في العال مَ الإنساني تدبرُ النفس وبالتالي الإنسان وسیاستُهُما من فوق، ومن خارج،
دون أن تُدنِّسَهُ المادةُ أَو تمس جوهریتَهُ الجزئیات.
Category
Journal articles